"حسن" طفل مخاوي قال وهو يربَّت على ظهر حماره: "أنا وهذا نعيل أسرة كاملة"

المخا تهامة - Monday 17 June 2019 الساعة 05:00 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

يزداد الاعتقاد لدى بعض الآباء أن الأطفال مكانهم الحقيقي هو سوق العمل لمساعدة أسرهم على الحياة، غير أن ذاك الاعتقاد يؤسس لعادة سيئة تمكنهم الاتكال على أطفالهم ودفعهم بقوة إلى تحمل مشاق توفير القوت الضروري لأسرهم حتى وإن كان ذلك صعباً وأمراً غير ممكن القيام به ولا يتناسب مع أعمارهم الصغيرة.

ومن بين أولئك الأطفال الذين يعملون في ظروف المخا الحارة حسن محمد حسن، وهو طفل في الثالثة عشر من عمره، يعمل على حمار يجر عربة توضع عليها البضائع لنقلها من محل إلى آخر، أو ما يطلق عليها "الجاري" في المناطق الساحلية.

ومنذ السابعة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، ومن الرابعة عصراً إلى السادسة مساءً يستمر الطفل حسن بالعمل على حماره ناقلاً ما يمكن نقله، وعند المساء يعود إلى المنزل ينام مجهداً بعد ساعات من التنقل من شارع إلى آخر.

عندما التقيناه صباحاً كان مبتسماً وودوداً.. ربت على ظهر حماره مازحاً: "أنا وهذا نعيل أسرة كاملة".

يقول حسن: "صحيح أننا لا أربح سوى القليل أنفق نصفه في شراء القضب والحبوب للحمار، والنصف الآخر مصروف يومي للأسرة، لكنه مناسب جداً بالنسبة لي".

يعمل حسن، وهو حافي القدمين وحاسر الرأس، في حين كانت "الكانيولا" المستخدمة للحقن الوريدية لا تزال موضوعة في يده بعد أن تعافى قبل يوم من الإصابة بالحمى.

يرفض حسن الإجابة عن السبب الذي يدفعه إلى السير حافي القدمين في منطقة تصل فيها درجة الحرارة إلى 33 درجة.. ويرد على ذلك بابتسامة باهتة.. إنها تعبر عن كما لو أنه يريد القول إن ما أجنيه من مال لا يتيح لي شراء ذلك.

يشعر ذاك الفتى بالرضا عما يقوم به، ويقول بصوت خافت "العمل مهم، ومساعدة أسرتي أهم من كل شيء".