الملوحة تعكر آبار المخا الجديدة والموظفون: نتلقى تهديدات ونسعى لمعالجات ونطالب بإيقاف مجانية المياه

المخا تهامة - Monday 17 June 2019 الساعة 09:29 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

افتتح الهلال الأحمر الإماراتي، أمس الأول، “مشروع تعزيز القدرة الإنتاجية للمياه في مدينة المخا”، في سياق معالجات التوسع السكاني الذي تشهده المدينة والمديرية.

المشروع ابتدأ بحفر بئرين ارتوازيين وتزويدهما بمولد كهربائي قوة 84 كيلو بات، وغطاسين، وإنشاء غرفتين للبئرين وغرفة للمولد الكهربائي، ومد شبكة وأعمدة كهرباء بطول 350 متراً، وربطها بالشبكة الرئيسية، بالإضافة إلى مد شبكة المياه من البئرين إلى الشبكة الرئيسية، بمسافة طولها 300 متر.

ومع تأكيد مدير المديرية رئيس المجلس المحلي سلطان محمود، وعبدالله علي ناجي إسكندر مدير فرع المؤسسة العامة للمياه، أن المشروع “سينهي بشكل جذري مشاكل انقطاع المياه، وشكرهما الهلال والدولة الإماراتية لمعالجة كل ما تعاني منها المدينة” فإن هناك مشكلة أخرى لا تزال تنغص حياة الناس، وهي نسبة الملوحة التي ترتفع يوماً بعد آخر في المياه.


> ارتفاع ملوحة مشروع مياه المخا يدفع مكتب المياه تعليق العمل ببئرين جديدتين

واشتكى لـ”نيوزيمن” موظفو مكتب المياه تلقيهم تهديدات عبر الفيس بوك من مواطنين غاضبين من استمرار ملوحة المياه، وهو ما أكده نائب مدير المشروع عبده الزبير الذي قال إن تهديدات بالقتل وصلت إليهم، يقول الزبير إنهم يعملون في ظروف استثنائية.

وارتفعت نسبة استهلاك المياه في المخا من 1800 في 2015 إلى 4000 متر مكعب في الشهر خلال السنوات التي أعقبت تحريرها نظراً للزيادة السكانية، وتبلغ حصة الفرد من المياه يومياً نحو 60 لتراً، فيما يحتاج مشروع المياه ضخ 420 لتراً لكل أسرة مجموع أفرادها سبعة أشخاص.

ويستخدم الأهالي المياه مجاناً، حيث يدفع التحالف فاتورة المياه كدعم لمشرع المياه أسوة بالكهرباء أيضاً، غير أن الموظفين يرون ذلك خطأ، ويقولون إن واحداً من أسباب استنزاف المياه هو المجانية.

وكانت إيرادات مشروع المياه تتراوح ما بين خمسة إلى سبعة ملايين ريال شهرياً قبل 2015، في حين تراجعت حالياً إلى مليون ومائتي ألف، تحصل من غير الاستهلاك المنزلي.

يقول المكتب، إن إيراداته كانت توظف في إصلاح الشبكة وشراء الديزل وقطع الغيار وتغطية أعمال الصيانة الدورية وما زاد عن ذلك تصرف كأجور مواصلات.

عبدالله علي ناجي إسكندر، مدير فرع المؤسسة العامة للمياه، قال إن مشروع هلال الإمارات سينهي بشكل جذري مشاكل انقطاع المياه، لكن الملوحة بحاجة لمعالجات أخرى.

اسكندر أكد لـ”نيوزيمن”، أن الحوض المائي الذي يغذي المدينة بمياه الشرب يعاني من نسبة ملوحة، مهدد بالارتفاع بسبب الاستخدام الجائر للمياه.

يشير بالتحديد إلى آثار السحب الكبير للمياه من قبل مزارعي البصل، حيث شهدت الأراضي الزراعية في المخا إقبالا كبيرا لاستخدامها بديلا للأراضي التي يسيطر عليها الحوثي داخل تهامة في مواسم الزراعة.

وتقع مزارع البصل في قلب الحقل المائي الذي يمتد بقطر 30 كم حيث تخشى إدارة مشروع المياه من فقدان كفاءته لامتلاك المزارعين نحو مائة بئر ارتوازية بحسب تقديرات بعض المواطنين الذين يطالبون بإعادة الحظر على حفر الآبار.

ويسعى مشروع المياه للبحث عن بدائل لحفر آبار جديدة سواء في منطقة يختل التي تبعد نحو عشرين كم عن الآبار الحالية أو إنشاء محطة تحلية من البحر، لكن هناك من يقترح حل مشكلة ملوحة المياه عبر سحب المياه المقطرة من المحطة البخارية.

وحسب اسكندر فإن كافة الأحواض المائية التي تم إجراء الاختبارات عليها مرتفعة الملوحة مما يعمق مسألة البحث عن مصادر جديدة.

وقال عاقل عقال المخا أحمد سعد، إنه يقوم بإعداد دراسة جدوى حول سحب المياه المقطرة من المحطة البخارية مع تزويدها بخط ناقل ومضخة رفع من المحطة إلى الخزان لتعديل ملوحة المياه.

ويقول إن نسبة المياه المقطرة من المحطة البخارية تبلغ نحو 4000 متر مكعب وهي نفس الكمية المنتجة من آبار المشروع يوميا.

وفيما يتعلق بالبئرين الجديدتين المضافتين إلى أربع سابقات يعملن منذ سنوات، اوضح اسكندر ان احداهما مالحة أما الأخرى فهي عذة، لكنه قال انهم يخشون ارتفاع ملوحتها بسبب الاستنزاف الجائر للمياه العذبة من قبل المزارعين مما يتيح لمياه البحر بالتمدد نحو المياه العذبة واختلاطها بها.

وقال إن مهندس المشروع وعدهم بوضع المعالجات الطبيعية لتقليل الملوحة فيها ونحن في انتظار النتائج، لكن البئر الثانية تعمل بكفاءة عالية حيث تضخ 18 لترا في الثانية اي 65 مترا مكعبا في الساعة، لكن السحب على مدى 24 ساعة يثير المخاوف من ارتفاع ملوحتها.

ويؤكد المهندس بمشروع المياه ياسر الشيباني، أن السحب الجائر يتيح تداخل مياه الحوض المائي مع مياه البحر، حيث يبقي الضغط مياه البحر غير متداخلة مع الحوض، غير أن بدء المشروع بالضخ خلال 24 ساعة بدلا عما كانت والمقدرة بين 8 الى 10 ساعات يرفع المخاوف من ارتفاع ملوحة الحوض المائي.

وعن معالجة ملوحة البئر الإرتوازية قال الشيباني، إنه سيتم رفع مواسير المياه بنحو ستة امتار ثم يتم ردم كمية من الكري لصنع حاجز بين المياه المالحة والمياه العذبة التي تقترب قليلا من سطح الأرض.

ويبلغ عمق البئرين الجديدتين نحو 62 مترا بعد أن تم حفر الآبار السابقة بعمق يصل 100 متر فيما يعني ان نسبة الملوحة آخذة في الازدياد.

اقرأ في نيوزيمن:

> زحف الرمال وشحة المياه وألغام المليشيا تهجِّر عشرات الأسر وتحول أراضيهم صحارى قاحلة جنوب شرق المخا