يجلبون المواشي ويعودون بالبضائع والمواد الغذائية.. تجارة "الدناكل" بين اليمن وإريتريا تتحدى مخاطر الحرب

المخا تهامة - Tuesday 18 June 2019 الساعة 05:16 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

على مقاعد خشبية جلس مجموعة من الشباب قرب أذان صلاة المغرب، أواخر شهر رمضان، في مشهد أثار تساؤلي عن هؤلاء الأشخاص، من هم؟ ماذا يفعلون هنا؟ هل يتخذون المخا طريقاً للعبور إلى مدن ومحافظات أخرى؟!

ظلت تلك الأسئلة تتردد على ذهني مراراً وقد حاولت الحصول على إجابات من أولئك الشباب أنفسهم، لكنهم تظاهروا مراراً بعدم التحدث بالعربية وأن لغتهم التي يجيدون الحديث بها هي السواحلية.

شيئاً فشيئاً بدأت عقدة الأسئلة تتفكك ونحصل على أجوبة عما يقوم به شباب إريتريا في المخا وبقية مناطق الساحل الغربي حيث يزاولون تجارة تتحدى مخاطر الحرب وتعبر البحر في قوارب صغيرة بين اليمن وإريتريا.

يرفضون الحديث

عندما التقينا أحدهم تملكه الخوف وحاول الرد بطريقة أوحت لي أن هؤلاء الشباب يحيط بهم القلق من كل جانب خشية أن يتم اعتقالهم أو مضايقتهم.

قال لي بلغة عربية مكسرة إننا شعبين صديقين وإن المسافة الفاصلة بين بلدينا لا تتجاوز خمس ساعات عبر القارب.

يضيف ذلك الشاب الأسمر نحيل القامة، رافضاً ذكر اسمه، إنهم يمارسون تلك التجارة منذ سنوات مضت حيث يحملون للسواحل اليمنية الأغنام والأبقار ويعودون إلى بلادهم بالمواد الغذائية خصوصاً في الأيام التي تنعدم فيها تلك الأصناف.

وبالرغم من تأكيده لي أنهم لا يقومون ببيع تلك البضائع بقدر ما يشترونها لأنفسهم إلا أنه بدا واضحا أن الشباب الاريتريين أو ما يطلق عليهم هنا بالدناكلة منغمسون في تجارة تتم بين اليمن وإريتريا وهي تجارة محفوفة بالمخاطر، كون أغلب قواربها التي يعملون عليها متهالكة.

وفي محل للإلكترونيات بدأ نور محمد عثمان يتفحص بلد المنشأ لأحد ألواح الطاقة الشمسية، وعندما علم أنها الصين اعترض صائحاً لمالك المحل إنه يريد ألواحا صنعت في دول أخرى.

كان نور مختلفاً عمن صادفناهم وطلبنا منهم شرح ما يفعلون، فقال إن تجارتهم لا تقتصر على مكان واحد إنما تمتد على طول التجمعات السكنية بالساحل اليمني.

يضيف إنهم يعرفون الأماكن الخطرة ويتجنبون قدر المستطاع أجواء الحرب فيبيعون ما لديهم من حيوانات يجلبونها من بلادهم ويعودون إليها بكل شيء.

لم يكن يريد نور مثل غيره أن يتحدث عن السبب الذي يدفعهم لشراء البضائع من اليمن هل هو رخص ثمنها مقارنة ببلادهم أم عدم توفرها هناك، إلا أنه قال إن ما يعودون به لبلادهم يشمل كل شيء بدءاً من الحلويات والبضائع الصغيرة إلى المواد الغذائية وألواح الطاقة الشمسية والأدوية.

وتختلف المدة التي تستغرقها فترة البيع والشراء والعودة إلى بلادهم بقدرتهم على شراء كل ما جاءوا من أجله، فهناك من يقضي أسبوعاً، ومنهم من يستمر خمسة أيام، ومنهم من يعتمد على قريب له هنا يشترى البضائع فيشحنها في اليوم نفسه.