الحوثيون والأكل الحرام لمراكز تخلطُ الدين بالديناميت؟!

متفرقات - Friday 12 July 2019 الساعة 02:17 am
صنعاء، نيوزيمن، فارس جميل:

"بالله عليك 150 وجبة مجانية باليوم، فرضوها على مطعمي، قالوا إنّها للمراكز الصيفية. كم الديك وكم مرقه، وما ذنبي أنا، أشقي على عيالي أو على عيال الناس؟"، قال صاحب مطعم بصنعاء، بعد أن طالبه مشرف من الحوثيين  بتوفيرها للمراكز الصيفية التي دعت إليها الجماعة مؤخراً بشكل مكثف.

قال الرجل إنّ هناك مطاعم فرضوا عليها أكثر من 200 وجبة، وبعضها 100 وجبة... وهكذا، وأن الرفض غير خاضع للنقاش.

عندما سألته عن الحل في نظره لهكذا ابتزاز من الجماعة؟ قال:

"ما فيش قدامنا غير أننا نضيف مبلغ صغير على أسعارنا، نغطي به هذا الالتزام، ايش نعمل غير كذا بالله عليك؟".

كل قيادات الحوثي، تقريباً، وجهت خطابات للمواطنين للدفع بأبنائهم إلى المراكز الصيفية، ودشن ذلك زعيمهم بخطاب مطول، وتلاه ناطقهم الإعلامي محمد عبدالسلام في تغريدات على تويتر.

تهدف هذه المراكز إلى تكريس معتقدات وأفكار الجماعة من الولاية إلى كربلاء، ومن شعار الجماعة إلى ملازم حسين الحوثي، وهذه الخطابات كانت وظيفتها كما يبدو تسهيل ابتزاز التجار وأصحاب المطاعم بذريعة توفير وجبات للتلاميذ المشاركين في هذه المراكز شديدة الخطورة، وأيضاً تسهيل الضغط على المواطنين وإجبارهم على الدفع بأطفالهم إلى كف العفريت الحوثي.  

في ذكرى إطلاق صرخة الموت التي وضعها الخميني في إيران، وترفعها الجماعة كشعار لها في اليمن، قام الحوثيون بطبع هذه الصرخة على جدران البيوت وأسوارها في كل مناطق اليمن، وتعمدوا طبعها على منازل الذين يشكون في ولائهم وتبعيتهم لهم.

قام بعض المواطنين بإزالة الشعار من منازلهم، فتم القبض عليهم وجرّهم إلى معتقلات الجماعة، ولم يتم النظر في أسباب الاعتقال من قبل المسؤولين بالأجهزة الرسمية كأقسام الشرطة ومديريات الأمن، بل من قبل مشرفي الجماعة الذين هم عادة أصحاب القرار الأخير.

قال أحد الآباء إن طفله الذي قام بطمس الشعار من جدار منزله دون علم الأب، قد تم جره إلى الأمن، وعندما كان سنه أصغر من اللازم، ولا يمكن وضعه في السجن أو معاقبته، أمر مشرف الجماعة أن يتم إلقاء محاضرة مطولة على الطفل من قبل المسؤول الثقافي للحوثيين.

تضمنت المحاضرة، ما يروج عادة من أن الصرخة إياها موجهة لأمريكا وإسرائيل وأنّها واجبة على كل مسلم للبراءة من اليهود.

لقد كان هذا الطفل محظوظاً، كما يبدو، مقارنة بغيره من الكبار، فـ(أحمد) الشاب العشريني في مدينة المحويت، لم يعد إلى منزله منذ أسبوعين، بعد اعتقاله بنفس التهمة.

يقوم الحوثي بارتكاب جريمة واضحة بحق أطفال اليمنيين، ويغطيها ويمولها بجرائم متوالية من ابتزاز المطاعم والتجار، إلى غرس أفكار طائفية عنصرية مقيتة، بينما لا تتم الإشارة إلى اليمن، إلا بمدح اليمنيين الذين يناصرون سلالة الزيف وأبناء التزوير، من باب تعزيز التبعية وتكريسها لسلالة لا تؤمن بالآخرين دون أن يكونوا خاضعين لها.

أما مخاطرة رفض عمليات الابتزاز والإكراه التي تمارسها الجماعة، فتحولك في غمضة عين إلى داعشي ومرتزق وعميل، وكل صفات التخوين التي تعرضك عادة للاعتقال والتهديد، وللتعذيب أحياناً، وتنتهي بمساومتك على مبلغ المال الذي يجب أن تدفعه كفدية للإفراج عنك، إضافة إلى تعهد بعدم التكرار.

"والله مليح أنهم كذا محشرين فوقنا، يقتلوا وينهبوا ويسجنوا ويعذبوا، على شان الأغبياء اللي صدقوهم وطبلوا لهم يفهموهم صح، كنت مفجوع لا يتعاملوا مع الناس باحترام ويخدعوهم وقت أطول"، علّق نازح من محافظة حجة على هذه الممارسات الجارية بصنعاء.