بقايا شعارات مطموسة تذكِّر المخاويين بهزيمة مذلة للحوثيين

المخا تهامة - Monday 15 July 2019 الساعة 02:43 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

لا تزال بقايا شعارات مطموسة على بعض واجهات المحلات التجارية وأسوار بعض المنازل، تذكِّر بفترة زمنية، مليئة بالألم والخوف، عاش تفاصيلها المرعبة المدنيون أثناء ما كان وكلاء إيران يتواجدون في المخا قبل نحو سنتين ونصف.

ما تزال تلك البقايا شاهدة أيضاً على مساوئ العصابة السلالية وعلى أجواء الوحشة التي سكنت نفوس المدنيين إلى حد أن البعض اعتبروا اللوحات التي كانت تنصب في مداخل المدينة وتحمل شعارات وصور مؤسس الحركة الإرهابية الهالك "حسين الحوثي" كما لو أنها تراقبهم، وهو شعور يختزل سلوك الحركة الحوثية المثقل بالقمع والوحشية.

يقول علي سعيد "نحن نتحدث عن أجواء كانت مسكونة بالخوف والقلق، نتحدث عن عصابة منفلتة جمعت بين صفوفها كل المجرمين والقتلة من كل مدن البلاد وحقنت أدمغتهم بأفكار طائفية مستوردة تجيز قتل الآخر لمجرد أنه لا يؤمن بزيف ادعائها".

ويضيف، "هذه ليست سوى شعارات لا تزال تحكي واقعاً مبكياً للحظة زمنية من تاريخ المخا وكل المدن التي كانت تتواجد بها العصابة قبل تحريرها"، إنه ببساطة يعبر عن قبح الحركة الحوثية.

ويوافقه مختار عبدالله، خريج الثانوية العامة الذي يعمل حالياً سائقاً لأحد باصات نقل الركاب داخل المخا بالقول "عندما أرى تلك الشعارات فإنها تذكرنا بالفظائع التي ارتكبتها مليشيات الحوثي والحرمان الذي عاشه المواطنون، فقد انعدمت الأعمال وتوقفت المرتبات وتعطلت كل مظاهر الحياة وتحولت المخا إلى مدينة مسكونة بالرعب والوحشة".

يضيف: إنما تختزل أيضاً الشلل الذي أصيبت به المدن التي اجتاحتها مليشيات وكلاء إيران وكيف بات الوضع الاقتصادي هشاً وينبئ بانهيار شامل، فقد خلاله المواطنون أعمالهم وتعطلت حياتهم ومصالحهم.

أما مفيد صبر، وهو أحد أفراد القوات المشتركة، فيؤكد أن الشعار يختزل معاناة ملايين اليمنيين، شعار يختزل قهرهم وفقرهم وتوهانهم ما بين النزوح والهجران من مناطقهم، أو البقاء تحت رحمة القتلة.

يضيف "وهو وإن كان شعاراً يذكر بآلاف الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية، فإنه أيضا يذكر بمدى الألم الذي كان عليه الناس.

مثلت عمليات الاختطاف التي طالت عدداً من المدنيين في النقاط الأمنية التي كانت تقيمها على مداخل المدن، قلقا للبعض من أن يكون عرضة لمصير مشابه.

يقول عبدالله مراد، لطالما سمعت عن اعتقال مليشيات الحوثي للكثير من الأبرياء، فإن تلك النقاط كانت تشكل لي رعباً كلما مررت منها.

يضيف، يمتلك عناصر المليشيات نفسيات عدائية ناجمة عن تلقيهم تعبئة طائفية قد تجعل أحدنا هدفاً لرصاص المليشيات، ولذا فإن الحديث مع أحدهم كان يتسم بالخوف باعتبارهم عناصر إجرامية لا تقل وحشية عن بقية المجموعات الإرهابية الأخرى.

ويسعى صالح، الذي يعمل حالياً سائق حافلة بين المخا وعدن إلى نسيان أيام الرعب الذي كان المدنيون يعيشونها، لكنه يرى أن ذلك لا يعني نسيان جرائمها بحق المدنيين.

يضيف "لم تعرف المخا سوى البؤس أثناء تواجد مليشيات الحوثي ولم يتغير أحوال أهلها سوى عندما أجبرت على الرحيل تحت وقع ضربات عسكرية أدت إلى سحق الحركة الحوثية وهزيمتها".

يقول، قد توجه لك تهمة الداعشية، وهي كلمة تنم عن تحقير، وبالتالي فمن السهل ابتزازك مالياً، وإذا رفضت ذلك فإن الاعتقال سيكون مصيرك، وربما لن تخرج منه وقد تقضي بقية حياتك داخل تلك السجون.

أما يوسف ناجي فيعتبر مليشيات الحوثي من أخطر الجماعات الإرهابية، فهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة على تغيير قناعاتك ومعتقداتك وتستبدلها بأفكار طائفية مستوردة من إيران.

يضيف: لقد أخضعت الناس في ظل أجواء رهيبة ودفعتهم إلى تقبل خيارين إما الرضا والقبول بتواجدها أو مواجهة مصير مؤلم، ولذا تقبل المدنيون وجودها لأنهم لم يكن لديهم خيار لتغيير ذلك.

ويمضي قائلاً: "اليوم نتذكر تلك المرحلة ونتمنى أن يجد آخرون في مدن لا تزال تحت سيطرة الحركة السلالية الفرصة لتغيير واقعهم بالخلاص منها".

لقد تقبلوا الأمر على مضض وصبروا حتى جاء يوم الخلاص وهو يوم التحرير الذي أزاح عنهم أكبر خطر كان يهدد حياتهم.