من العايدين.. من المخا: أضحى جديد في مدينة تتجدد وتُراكم الأعمال والآمال

المخا تهامة - Monday 12 August 2019 الساعة 09:54 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

مدينة واعدة تدير عجلة الحياة والتنمية لتستعيد شيئا فشيئا جزءا من مكانتها المحفوظة في التاريخ، اقتصاديا وملاحيا واجتماعيا ووطنيا. إنها المخا حيث الحاضر يستدعي المستقبل متزودا برصيد باذخ في الماضي وفي بنك التاريخ والسيرة الذاتية.

توسعت المخا التي كانت عليه في الأضحى الماضي عما هي عليه اليوم وفي عيد أضحى جديد يعود على المدينة وهي تشهد تغيرات إيجابية كثيرة لجهة النشاط والحركة التجارية والعمرانية وانتعاش سوق العمل وزيادة ملحوظة في أعداد القادمين والمقيمين من مناطق ومحافظات يمنية مختلفة باتوا يجدون في المخا مقرا لهم ولأعمالهم وموردا للرزق.

مظاهر العيد والاحتفال بقدومه وبأيامه في المخا الساحلية المترامية بأطرافها الشرقية إلى الوديان والسهول ومجاورة الجبال في أول تشكلها الشاهق بين الساحل والداخل، تأخذ طابعا سواحليا يمتزج بالعادات التي نجدها عند أهل الأرياف الزراعية أيضا. وتتوسع عودة مظاهر العيد والاحتفاء بمقدمه عاما فعام باستتباب الحياة والأوضاع وتوسع النشاط التجاري وحركة السوق والعمران والأعمال بالتراكم منذ دحر المليشيات الحوثية وتحرير المخا وأخواتها السواحليات تباعا.

يسهر المخاويون ليلهم عشية العيد وتنتشر مظاهر استقبال العيد.. يحييها خصوصا الأطفال بالبهجة والألعاب النارية ويلتقي الشباب في تجمعات خاصة بينما الأمهات ينشغلن بتجهيز كعك العيد والمشروبات الخاصة بالمناسبة كما تقوم الأسر بتجهيز وتفريش المنازل استعدادا لصبيحة ويوم العيد.

عقب صلاة العيد في الجبانة وهو صعيد واسع خارج المدينة شرقا بمنطقة الجعدي يعود الأهالي لتناول وجبة الفطور بالماء والتمر غالبا قبل الانصراف لذبح الأضاحي 

ومن ثم التزاور بين الأهل والأقارب لسلام العيد وهو طقس مهم خصوصا لدى الأطفال الذين يتحصلون على عيديتهم "العوادة" ليستمتعوا بيومهم وعيدهم فرحين بأجواء خاصة توفرها ساحة "الطاسة" وهي مكان وملتقى الأطفال والأهالي خلال الأعياد على مدى ثلاثة ايام، في الفترة المسائية، وكانت فيما مضى مساحة أوسع بكثير وتقام فيها رقصات البرع وسباق الخيل وغيرها من الفعاليات الكرنفالية الشعبية.

المقيمون في المخا من أبناء المناطق والمحافظات الأخرى باتوا أكثر عددا، وهم عمال وموظفون في القطاع الخاص غالبا وهناك أصحاب محال ومتاجر وعمالهم وذويهم وأفراد عاديون بأعمال مختلفة صاروا أيضا جزءا من طقوس ويوميات العيد في المخا الجديدة التي تراكم أنموذجها الخاص بكثير من الاستقرار والأعمال والآمال.

يأتي هذا العيد على المخا بعد أيام قلائل من أمطار غزيرة وسيول خلفت أضرارا وخسائر طالت المنازل والمصالح الخاصة والطرقات الداخلية وتعمل السلطة المحلية بمساعدة المقاومة الوطنية على تجاوز الآثار منذ اليوم الأول وبصدد ترتيبات ومعالجات آنية ودائمة في البنية التحيتة وتصريف السيول وإعادة العبارات للعمل.

للجميع: دعوة مفتوحة لزيارتها، من العايدين.. من المخا.