مواطنون يتساءلون: هل ستنتهي المحطة البخارية بالمخا على يد مديرها العام؟

المخا تهامة - Monday 19 August 2019 الساعة 05:36 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

يتهم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مدير المحطة البخارية علي الرعيني، بتقديم نفسه بطريقة استعلائية، ويرفض مناقشة مشاكل المحطة، ووضع حلول جذرية للأعطال التي تتعرض لها باستمرار، وهو أمر قد يساهم في تدمير المحطة بشكل نهائي.

ففي أقوى هجوم يشنه أحد الشخصيات الاجتماعية في المخا قال أحمد سعد، إن الرعيني لم يترك لنا وشلته أي مجال لالتماس العذر الذي أصبح أقبح مما يفعله، فانفجار الوحدات وخروجها عن الخدمة، برغم ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من أموال للصيانة، إلا أن ذلك 
لم يغير من واقع الأمر شيئاً.

وكمرفق خدمي عام يحتاج له المجتمع بأسره، حيث يتمنى المواطنون في مدن أخرى الحصول على التيار، فيما نجعله نحن بالمخا رهينة العبث لفئة بسيطة حولته لقطاع تجاري يستغل لحسابها، بحسب ما يضيفه سعد.

ويوافق عادل إبراهيم، أحمد سعد، الرأي بالقول، إن الرعيني أخفق مرات عدة في إصلاح المحطة، بدأ ذلك عام 2014 عندما حصل على 100 مليون ريال لصالح صيانة الوحدة الرابعة والتي اشتغلت مدة شهرين فقط في أعقاب عملية الصيانة، لتعود إلى التوقف مرة أخرى وهو ما يدل على أن فساداً كبيراً يواجه بصمت من أعلى مسؤول بالدولة، بل إن الرعيني كوفيء بسيارة تبلغ قيمتها عشرة ملايين، كما حصل نائبه على سيارة مماثلة.

يعدد إبراهيم جملة من عمليات الصيانة، ويرى إن الهلال الأحمر الإماراتي عرض على إدارة المحطة صيانة الوحدة الأولى، لكن رد الرعيني كان ضبابياً، إذ قال إن المحطة جاهزة للعمل ولا تحتاج سوى لمسات بسيطة، متهماً الرعيني باستلام مبلغ عشرة ملايين ريال من المجلس المحلي لإجراء صيانة للمحطة خلال عشرين يوماً فقط دون أن يثمر ذلك عن نتائج ملموسة.

الربط المزدوج هل يعد سبباً في ضعف التيار الكهربائي بالمخا

يعود أحمد سعد للقول، إن انفجار الواحدات يدل على عدم صيانتها، وهذا شيء واضح، ولا عذر لذلك مهما يقولون، فالإدارة فاشلة، والأموال لم تستخدم لأجل البنود التي صرفت من أجلها، ولذا رأت وزارة المالية أن ما يصرف للرعيني من أموال لا يصب دائماً في المجال الصحيح.

ومع هذا وذاك لم تتخل جميع القيادات عن دعم الرعيني مالياً لاستمرار عملية تشغيل المحطة، وغاب عن أذهانهم أن عملاً ممنهجاً يسعى لتخريب هذا المرفق الذي أصبح على وشك التوقف التام عن الخدمة، فيما الرعيني يستخدم الإضراب عن العمل لكسب مزيد من الأموال تحت مسميات نفقات تشغيلية وحقوق عمال.

ويرى سعد، أن الرعيني، وحتى هذه اللحظة، يوقف تشغيل المحطة بعذر انفجار الوحدة الأولى، وعندما انتقل لتشغيل الوحدة الثانية خرجت أيضاً عن الخدمة لينحصر التشغيل على الوحدة الثالثة والتي تم إخراجها هي الأخرى عن الخدمة، لكنه ما يزال يطالب بالأموال وكأنه غير مسؤول عما يحدث.

والتهديد بجعل المحطة خارج الخدمة مستمر، بحسب سعد، الذي قال إن إدارة المحطة ما تزال تلاحق إدارة الفرع عن المبالغ التي تم توريدها، وكأنهم متأهبون لملاحقة الإيرادات في عمليات فساد جديدة يجري طبخها بصمت دون إدراك من الآخرين.

وبالنسبة لعملية صرف النفقات التشغيلية فإنه لا أحد يعلم بتفاصيها، وهناك من يقول إن الرعيني يستحوذ على نصيب الأسد منها.

محول المخا الجديد.. هل تجاوز موعد تشغيله أم ما يزال ضمن الفترة الممنوحة لتجهيزه؟

يقول عادل ابراهيم: "في كل مرة كان مدير عام المحطة يقدم طلبا لصرف عشرة ملايين كنفقات تشغيلية، في ظل تردى أوضاع المحطة إلى حد أنها تمر بلحظات هي الأسوأ في تاريخها".

ويقول شوقي إبراهيم "ترفض المالية صرف النفقة التشغيلية للرعيني، كون ذلك غير قانوني، بمعنى وحدة تربينية ذات قدرة تشغيلية 30 ميجا و120 موظفاً يبدلون بنفس العدد، وهو رقم غير صحيح، مما يعني أنه يستخدم تهويل العدد لصرف المبلغ بطريقة غير قانونية في الوقت الذي يتواجد نحو 150 موظفاً فقط وليس 240 كما يزعم، أضف إلى ذلك أنه يتهرب من تصفية الحسابات، والأصح أن وزارة المالية ليست مقتنعة بالوثائق المزورة التي قدمها لتصفية الحسابات السابقة، مما دفعها لإيقاف صرف النفقة المالية تماماً، متقدمة بأعذار توريد المحطة للإيرادات رغم أنها تعلم أن ذلك ليس من اختصاص المحطة".

حمدي ضياء يرى أنه لطالما ومدير عام المحطة يختلس الأموال، والكل متفق على ذلك، فلماذا لا يتم توقيفه وإحالته إلى الجهات المحاسبية.

دعوات أخرى للمراقبة

أطلقت دعوات عدة إلى جعل ما يفعله الرعيني تحت المراقبة كواجب أخلاقي للحفاظ على ما تبقى من المحطة ونزعها من سيطرة الفاسدين وإلا واجهت الدمار العام.

ويقول صالح با حميش، إن خروج الوحدات قد يكون عملاً مقصوداً، لأن الموظفين أجبروا على تشغيلها سابقاً، معدداً أسباباً أخرى لحدوث انفجار الغلايات بطريقة تختلف عن الرواية التي تسردها إدارة المحطة "تقادم الأنابيب".

يضيف باحميش، إن سوء التشغيل للمبات المازوت (الفوانى) يؤدي إلى تسييل المازوت داخل فرن الاحتراق مكوناً مازوتاً غير محروق أو إن صح التعبير مازوتاً متراكماً.

جدل حول تحصيل الإيرادات وتوقف المحطة البخارية وإضراب موظفيها بالمخا

ويوضح "نظراً لارتفاع درجة حرارة الفرن ووجود هواء زائد لعمليات الحريق، فإن المازوت المتراكم يشتعل مرة واحدة مسبباً إنتاج كم أكبر من غازات الاحتراق داخل الفرن مما يؤدي إلى حدوث الانفجار فيتسبب في تصدع في الغلاية وانهيار أنابيب المياه بالحائط".

ويرى أن هناك احتمالاً آخر هو أن الانفجار يحدث نتيجة لتطاير جزء من المازوت المسيل مع غازات الاحتراق، ويلتصق هذا المازوت بأنابيب المياه في الفرن، وقد يصل إلى أنابيب سخان الهواء ويتسبب في حدوث انفجار في أنابيب الفرن فيحدث احتراق في أنابيب سخان الهواء عند توقف الموقد أو ما يسمى علمياً بالمرجل.

وإن صحت هذه الفرضيات فإنه من اللازم وضع المحطة تحت المراقبة قبل أن تجد طريقها إلى الدمار.

انعدام الوقود وإضراب موظفي المحطة البخارية يضاعفان معاناة أهالي المخا