احتلال "عربستان".. خطيئة واشنطن التي مكنت إيران من الهيمنة وقمع العرب والاستقواء بثرواتهم (ترجمة)

السياسية - Wednesday 21 August 2019 الساعة 10:34 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

تتشدق القيادات الإيرانية بخطابات إنسانية نبيلة، بشأن تعرض أقليات شيعية في بلدان مجاورة للاضطهاد، لكنهم في نفس الوقت يمارسون القمع والتمييز بل أسوأ، ضد السكان العرب الذين تقوم طهران باستغلال أراضيهم الثرية بالنفط على مدار عقود.

تزايد التدخل والإرهاب الإيراني في الشرق الأوسط، واستيلاء الحرس الثوري الإيراني للسفن، وقيام وكلاء إيرانيين بالمنطقة بمن فيهم مليشيا الحوثيين بإطلاق الصواريخ على دول الجوار، واستمرار طهران في البحث عن جسر أرضي إلى البحر المتوسط.

الثروة النفطية الهائلة التي استمتعت بها طهران بعد احتلالها إمارة عربستان، مكنها من مواصلة هدفها الخبيث. حيث تمتلك إيران رابع أكثر احتياطي نفطي في العالم بينها 80% في منطقة خوزستان، ذلك الإقليم الجنوبي الغربي الذي يقع على رأس الخليج.

وقبل حوالى قرن من الزمن، كانت تلك المنطقة، المعروفة باسم إمارة عربستان، أو "أرض العرب" مستقلة جزئياً بقيادة الشيخ خزعل بن جابر. وفي عام 1925، في نفس العام الذي قام فيه الشاه بتغيير اسم فارس إلى إيران، قامت طهران باختطاف خزعل بن جابر ووضعته تحت الإقامة الجبرية في العاصمة الإيرانية في الوقت الذي تحركت فيه القوات الإيرانية صوب خرمشهر التي كانت معروفة باسم المحمرة، واحتلتها عنوة. وفي عام 1936، قام قتلة مأجورون باغتيال خزعل بن جابر أثناء نومه.

وعلى مدار الإدارات الأمريكية المتعاقبة -قبل وبعد الثورة الإسلامية الإيرانية التي اندلعت عام 1979- اعترفت الولايات المتحدة بوحدة إيران وباركت الغزو الإيراني للإمارة العربية.

ولو كانت واشنطن اعترفت بأن عربستان لديها تاريخها الخاص وسكانها الذين يختلفون عن إيران، فلن يكون بمقدور طهران تحقيق ثرواتها الطائلة ورعاية الإرهاب الذي تمارسه الآن عبر أدواتها الخبيثة، وزعزعة استقرار المنطقة عبر أدواتها في اليمن والشرق الأوسط.

وعلى مدى قرون، اعتاد الفرس أنفسهم استخدام مصطلح "عربستان" للإشارة إلى منطقة جنوب غرب إيران إدراكا منهم باختلافها العرقي واللغوي. حيث كانت عربستان تتمع بالاستقلالية حيث تنفصل عن باقي إيران بواسطة جبال زاكروس. كما أن حكم عربستان القبلي كان يختلف تماما عن النظام الملكي والبيروقراطي الإيراني.

كانت علاقة قادة عربستان جيدة مع طهران، حيث اعتقد قادة الإمارة العربية أن الاستمتاع بحماية ملوك الفرس أفضل من الخضوع للمضايقات والاستغلال الاقتصادي من الدولة العثمانية آنذاك.

ولم تكن الشاهات الإيرانية في واقع الأمر تهتم كثيراً بعربستان حتى تم اكتشاف النفط في تلك المنطقة في العقد الأول من القرن العشرين.

يزعم قادة إيران دائما أنهم يدافعون عن ضحايا القمع والتمييز في المنطقة سواء كانوا في صورة مجتمعات شيعية في دول أخرى أو في الصراع الإسرائيلي مع فلسطين أو في اليمن حيث الحرب منذ خمس سنوات تسببت بها مليشيا الحوثي، لكن طهران نفسها تمارس نفس القمع والتمييز ضد سكان عربستان بل أفظع، وتستغل أرضهم الغنية بالنفط على مدار سنوات عديدة.

كما تمارس إيران تمييزا عرقيا وطائفيا واسع النطاق، مثل عدم السماح بتسمية أبناء عربستان بأسماء عربية، ما لم تكن أسماء شخصيات شيعية بارزة.

كما وثقت منظمة العفو الدولية العديد من حالات الاختفاء القسري والإعدام التي تمارسها إيران في المنطقة المذكورة في أفعال أشبه بالتطهير العرقي.

تبدو الولايات المتحدة وشركاؤها الإقليميون في حيرة من طريقة الرد على العدوان الإيراني المتزايد. لقد جربوا كل الآليات الدبلوماسية والاقتصادية المعتادة في فن الحكم، لكن معظمهم لا يريدون الحرب مع إيران. ومع ذلك، على الرغم من "حملة الضغط القصوى التي قامت بها إدارة ترامب"، قام المسؤولون الإيرانيون باستغلال ما يكفي من النفط لتمويل ومواصلة دعمهم لحملات التمرد والإرهاب في المنطقة.

ربما، إذن، حان الوقت لحرمان إيران من الموارد التي تنفقها لأدواتها الخبيثة في المنطقة ودعمها الإرهاب، واستعادة الاستقرار الإقليمي، وتصحيح خطأ تاريخي عن طريق تحرير عربستان.