إطفاء حريق باستخدام البنزين.. "خلية الأزمة" الاستجابة الأنموذجية الخاطئة تماماً

السياسية - Thursday 22 August 2019 الساعة 10:25 pm
عدن، نيوزيمن، كتب/أمين الوائلي:

انتقلنا مع خلية التعامل مع الأزمة، المجموعة التي شكَّلها الرئيس هادي برئاسة الأحمر، إلى أزمة جديدة فاقمت الوضع المتأزم، وأطلقت رصاصة في قدم مساعي احتواء الأوضاع المتأزمة في عدن وجنوباً.

القرار مثّل استجابة خاطئة تماماً للأحداث والتداعيات التي لم تخرج أبداً وحتى تلك الساعة، رغم كل شيء حدث ورغم كل ما قيل وأثير حولها وحيالها، عن حدود ممكنات وإمكانات الاحتواء.

ذلك القرار بتلك التسمية الاستيقادية يمكن القول إنه بالفعل مثل كل الاستجابة الأنموذجية الخاطئة وغير المطلوبة.

بالتالي، ليس إلاّ تحصيل حاصل، التأكيد على أنَّ الفعل استدعي أو استتبع رد فعل من جنسه ومعاكس في الاتجاه. كما لم يتأخر وحدث الغداة مباشرة في زنجبار أبين.

انتداب محسن لاحتواء أزمة، جنوباً بالخصوص، كاستخدام البنزين في إطفاء حريق.

لا أشك أنَّهم يعرفون ذلك جيداً. ومع ذلك فعلوا.

حتى إنك لتتساءل: هل كانوا يساعدون الجهود السعودية أم يستعدونها؟

هل كان صانع القرار في تلك اللحظة الفارقة يتحرى مساعدة جهود المملكة وقيادة التحالف في مساعيها التي لم تتوقف إلى احتواء ما حدث على خطورته ومحاصرة تداعيات أخطر على أهبة التحفُّز للحدوث اطراداً وبالنتيجة؟

أم أن القرار مثَّل بدرجة رئيسية استجابة مرتجلة ومنفعلة لحاجيات من استفزته الأحداث ومن يفضِّل في ذات الوقت، ودائماً، أن يتجاهل أو يتناسى دوره ومسئولياته الأكيدة والمتراكمة في التأسيس الحثيث لكافة الظروف التي كان من المستحيل أن لا تؤدي إلى غير ما حدث في النتيجة الأخيرة من أحداث وتداعياتها؟

إنَّ مقدرة الشرعية على المناورة بخطاب التصعيد والتموضع الحدي والتخندق القتالي (في الفراغ)، ليست في يدها.. ولا هي تملك ترف الخيارات من هذا الباب.. وهي المثخَنة بتراكمات الفشل والفساد والاستفراد والانسلاخ عن الواقع ومجمل الوقائع التي راحت تؤسس لواقع جديد عبر سنوات خمس أو أقل قليلاً.

صار لزاماً كبح الشَّطط في كل اتجاه عامودياً وأفقياً، والتعاطي بأقل قدر من العضلات الاستعراضية، ليس إلاّ، تجاه واقع يجب أن يتغير وسلطة يجب أن تخضع لسلسلة عاجلة من الإنعاشات والمعالجات والإصلاحات لتستعيد كفاءة وصلاحية التمثيل والمسئولية.