نبيل الصوفي يكتب: عن الشمال وإلى الجنوب.. الحوثي والشرعية والإمارات

السياسية - Friday 23 August 2019 الساعة 06:13 pm
نيوزيمن، كتب/ نبيل الصوفي

1

الإخوة نشطاء الجنوب، وحدونا معكم ضد مشروع علي محسن والإخوان ومَنْ خلفهم.

وأنتم تصارعون كل هؤلاء، لا تلفونا معهم وبين قشرتهم..

التحديات عسيرة..

نحتاجكم نحن، كما تحتاجونا أنتم.

الشمال ليس مخطوفاً من الإخوان والحوثي وحسب، ولكن خطابكم تجاهه بحاجة لمراجعة لأجل الجنوب أولاً، ثم لأجل الجميع جنوباً وشمالاً..

إما ننتصر عليهم جميعاً، ونصنع بعد ذلك المستقبل اللائق بنا والذي نرضاه جميعاً، وإما يدفنوننا أجمعين.

ليسوا وحدويين، ولا عاد باقي دولة موحدة تنفصلون عنها.

هم انفصلوا عن صنعاء مبكراً، أو هي انفصلت عنهم، انتهت دولتهم..

الآن صراع مشاريع جديدة، وكل العبء علينا نحن خصومهم معاً، شمالاً وجنوباً.

2

حينما أقرأ لنشطاء الشمال يتحدثون عن انفصال الجنوب، أتذكر خطابهم في 2011 عن خطورة النظام وفساد الحكم وعائلية الحرس الجمهوري، هؤلاء لا يدرون ما يقولون..

يدافعون عن وحدة ليس فيها صنعاء وليس فيها عدن.

بس وحدة تعويضية في الرياض واسطنبول والقاهرة وكل دول الشتات.

هم غير قادرين أن يعودوا لصنعاء، وليسوا مستعدين يتحملون عبء مأرب، ولا مشاركة الحياة في تهامة، وحضرموت وشبوة فاتحة لهم أرضها وسماءها، لكنهم -أيضاً- لا علاقة بينهم وبينها.

وعدن عندهم، كما هي عند الزنداني، تفرض التغيير الذي يكرهونه، وما يرفعونه من شعارات عنه إلا لزوم الادعاءات..

3

الحملة الشرعية ضد الإمارات تقول إن بقايا شرعية الفراغ هذه، تبذل كل جهدها لحماية الحوثي من أي ترتيبات تعيد الاعتبار للحرب عليه.
مستعجلين تنتهي الحرب على الحوثي جنوبًا.

الشرعية تستثمر الحوثي كما يستثمرها هو في حالة كر وفر لا تتوقف.

الشرعية والحوثي أدوات تشطير لليمن مثنى وثلاثى ورباع.

اليمن عند الطرفين، كأنها خيام 2011، لك خيمتك ولي خيمتي، ونجلس نتلاعن من الطاقة لكن ما حد يلغي الثاني ولا يرضى باجتثاثه لصالح طرف ثالث، إذا أحدهما سيرث الآخر "مش مشكلة" لكن لن يسمحا بثالث يجتثهما معاً.

الوجود الإماراتي جنوباً، خلافاً لكل الأكاذيب، هو الضمانة لليمن عموماً وللجنوب أولاً وللشمال أيضاً، لذا تستهدفه الشرعية بوصفها "المزرعة السعيدة" لكل الفتن والصراعات والهزائم والمخازي والأزمات.

كيف يمكن لشرعية مهترئة أن تصمد إلا بالخراب.

ومن 2011 ولليوم وحلفاء حماة الثورة يرفعون شعارات ويعملون كل شيء ضد هذه الشعارات.

موضوع صراعات الناس ضد الشرعية مسار آخر هو فرض مسار إصلاح الشرعية واقعاً بعد سنوات من استفحال المرض بالقوى المسيطرة عليها، ورفضها الاستماع لأي مطالب للإصلاح.