واقع التعليم في "جمعة" المخا.. تراجع في الأداء ونقص في الكادر التعليمي وغياب كامل للكتاب المدرسي

المخا تهامة - Tuesday 15 October 2019 الساعة 08:55 am
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

كانت مدرسة الشهيد الزبيري واحدة من المدارس التي يشهد لها بكفاءة التعليم فيها إلى حد أنها أسهمت في عهد المدير السابق، خالد زيد الحباس، رحمة الله تغشاه، في تخرج كوكبة من طلاب الثانوية العامة مكنهم من الالتحاق بمختلف الكليات والجامعات العلمية، إلا أنها اليوم تعاني من تدني التعليم كحال آلت إليه كافة مدارس العزلة الواقعة شمال المخا.

يقول مدير المدرسة أحمد خالد زيد، إن هناك عدة عوامل لتراجع التعليم بالعزلة، منها: عدم متابعة أولياء الأمور لأبنائهم، وغياب المدرسين عن الحضور وأداء واجباتهم، متعللين بالحرب والجبهات، وغياب الكتاب المدرسي.

يضيف زيد، إن عدم خصم أقساط للمتغيبين عن الحصص الدراسية من قبل التربية، جعل أغلب المدرسين يستهترون بالحضور اليومي، إضافة إلى أن المدرسة باتت تستقبل عدداً كبيراً من الطلاب بعد إغلاق خمس مدارس بالعزلة، مما جعل صفوف المرحلة الأولى تصل إلى خمس شعب بواقع 150 طالباً وطالبة.

مشيراً إلى أن الكثافة العددية في الفصول، تعد أيضاً سبباً لتراجع التعليم وعدم تمكن الأستاذ من مراقبة كل طالب.

من جانبه يقول الأستاذ قاسم الهندي، إن تدني التعليم لم يعد حكرا على الجمعة بقدر ما هي مشكلة وطنية، لكنه يرى أن غياب رقابة الآباء عن ما يجري مع أبنائهم وعدم متابعتهم بشكل مستمر تعد أحد الأسباب الرئيسية.

أما الأستاذ قائد عميرة، فيرى أن الحرب وقبول المدرسين كمقاتلين في الجبهات، جعل من العملية التعليمية متدنية خلال السنوات الماضية.

ويرى الأستاذ سالم عبدالله، وهو أحد المهتمين بالتعليم بالعزلة، أن تدني التعليم في 20 مدرسة بالجمعة، يعود إلى انعدام المناهج الدراسية، وعدم متابعة أولياء الأمور لابنائهم، وعدم الجدية من المدرسين في أداء مهمتهم بأمانة وضمير، وعدم التعامل بحزم مع غياب المدرسين والطلاب، وإهمال مكتب التربية بالمديرية في متابعة الأوضاع الحالية التي تسببت فيها حرب مليشيات الحوثي.

الآباء، كانت لهم وجهة نظر مختلفة، وهو ضعف الكوادر التعليمية في المدرسة، إضافة إلى عدم قيام مكتب التربية بتأهيل المدرسين المتطوعين ليكونوا عند المستوى المطلوب في أداء الرسالة السامية التي يحملها المدرس.  

مستقبل الطلاب

عوض الدجوج، بائع خضار، يخشى على مستقبل أولاده الأربعة بعد أن نزحوا من الحديدة إلى موطنه الأصلي في الجمعة. 

يقول، لا أرى أي اهتمام من الطلاب، وكأن ذهابهم إلى المدارس هو إسقاط للواجب فقط، فرغبتهم للتعليم أصبحت معدومة، و لا أدري ما السبب هل الحرب التي أثرت على نفسيات الطلاب أم المدرسة نفسها.

أما وديع الحصني، وهو أحد الآباء المؤسسين لمجلس الآباء، فيقول إن الوضع التعليمي في عزلة الجمعة أصبح مخيفا،  فغياب رقابة الآباء على أبنائهم وتحفيزهم والدفع بهم بشكل صحيح نحو المدرسة يكاد يكون منعدما.
 
يقول الحصني سعينا إلى تفعيل دور مجلس الآباء في المدارس كي يتسنى لنا الاهتمام بالتعليم بشكل أفضل، لكن الحرب عطلت كل شيء.

إصلاح التعليم

يقول محمد الجبلي، إن إصلاح التعليم يبدأ من البيت أولا ومن أولياء الأمور، ويفترض عليهم الضغط على أبنائهم في استذكار دروسهم أولا بأول حتى يتمكنوا من فهم الدروس اللاحقة.
 
يضيف: ينبغى على مكتب التربية أيضا تفعيل دور الرقابة على أداء المدرسين من أجل تأدية واجبهم بأمانة وضمير، حتى يتجنب أبناؤنا السير نحو الأمية المبكرة. 

ويرى آخرون أن المعلمين تأثروا بشدة بالحرب، ولا بد أولا من إصلاح نفسية المعلم ومن ثم الشروع في بدء خطوات عملية أخرى تتمثل في توفير الكتاب المدرسي وتوزيع الطلاب بنسب معينة داخل الفصول الدراسية حتى يتمكن المعلم من متابعة كل طالب ومعرفة أوجه القصور والضعف.