صيرة.. عندما تتكلم القِلاع بالذكرى والذاكرة

متفرقات - Monday 11 November 2019 الساعة 06:59 am
عدن، نيوزيمن، محمد جسار:

يجلس عم عبد الوهاب الجابر هادئاً، متأملاً بقرب القوارب، وهو يشاهد حركة الأمواج والتي يصدم مدها جزيرة صيرة.. هذه الجزيرة في علوها 430 قدم وعليها تقع قلعتها التي تحكي عن ماضٍ تليد بدأ سنة 1173 إبان حكم الأمير عثمان الزانغابيلي التكريتي، كما ذكرت إحدى الدراسات.

وقد بناها الأمير من أجل حماية دفاعية عسكرية بحتة، ومن أجل ذلك وقفت موقف المقاوم والمدافع عن مدينة عدن أمام عديد غزوات، منها التركي والبرتغالي بالذات في عام 1517م وكان آخرها دفاع سكان عدن أمام الاستعمار الانجليزي والذي بدأ في 19 يناير 1839م.

من هنا مر الكابتن هينس، في الحملة الانجليزية على عدن، هكذا تحكي أمواج صيرة وهديرها، وتحكي أيضاً هذه الأمواج عن مقاومة ولو كانت بسيطة في تلك الأثناء أمام جحافل الاستعمار، لعدم امتلاك سكان عدن الخبرة القتالية والسلاح.

هناك ثلاث روايات لتسمية صيرة بهذه الاسم: فرواية تقول إن صيرة تعني باللغة العربية السمك الصغير. وأخرى تقول إن المستعمرين البرتغاليين كانوا يسمونها (سيرة) والتي كانت تعني لهم الجبل. ورواية ثالثة تقول بأن الهنود وبحكم العلاقات التجارية أطلقوا على عدن تسمية (سيرة سيت).. لكن حتى وإن تعددت الروايات تبقى قلعة صيرة شاهداً باقياً على فترات الاستعمار والذي جعل مدينة عدن ضمن أهدافه لوقوعها في الموقع الاستراتيجي المهم في شبه جزيرة العرب.

يكتمل مشهد القلعة والأمواج وقوارب الصيادين، يكتمل بشكل جميل ليرسم لوحة تبقى على مر التاريخ ذكرى وذاكرة، فصيرة هي المكان الأول والذي دخل منه الانجليز إلى مدينة عدن ومن قبل الانجليز كانت المطامع التركية والبرتغالية لا تنفك تبحث عن موطئ قدم لها في مدينة عدن.