في الذكرى الاولى لرحيل الزميل محمد العلواني

في الذكرى الاولى لرحيل الزميل محمد العلواني

السياسية - Sunday 14 May 2017 الساعة 05:31 pm

آ محمد اليوسفي في مثل هذا اليوم ونحن نعد لاطلاق موقع الصحوة نت في حلته الجديدة الحالية وفي نفس هذا التوقيت من العام الماضي تلقيت نبأ وفاة الزميل العزيز محمد العلواني -42عاما- نائب رئيس تحرير الصحوة مدير تحرير الصحوة نت.. وصلتني رسالة من احد الزملاء " الاخ محمد العلواني مريض جدا اتصل بأخيه في صنعاء". اتصلت بأخيه ورد علي قائلا "محمد توفي " قلت له قد ربما غيبوبة السكر.. فاغلق تلفونه... اتصلت على رقم الاخ محمد لعلي اسمع صوته او صوت احد يقول لا زال على قيد الحياة.. الا انني تفاجأت.. بصوت نجله الزبير -16عاما- وهو في الطريق الى الحديدة لاسعافه قائلا "والدي توفى والحمدلله.. والى الان لم نعلن خبر الوفاة ". كان متماسكا لدرجة كبيرة.. في الوقت الذي لم استطع حينذاك ان اسأله اي سؤال اضافي.. حيث نزل الخبر علي كالصاعقة وقد شل تفكيري ولساني وعقلي.. لم اتوقع رحيل محمد بهذه السرعة فلطالما حلمت ان نعود الى صنعاء بعد دحر الانقلاب معا كما خرجنا منها.. لم يكن طريح الفراش ليلتها.. ففي صبيحة رحيله شعر بحمى اشتدت وقت الظهيرة واسعف على اثرها من قريته في وصاب الى الحديدة الا ان الحمى لم تمهله الوصول الى المشفى فقضت عليه في الطريق.. كان في اخر تواصل معه يتحدث عن مرض اهله الذي أنهكه.. لم يشك من اي مرض سوى السكر الذي يلازمه طوال العشر السنين الماضية.. شعر بوعكة قبل وفاته بثلاث اشهر وزار الاطباء وعمل فحوصات فكانت النتائج سليمة.. لم يشك يوما من اي مرض او انه ذهب لزيارة الطبيب خلال السنوات الماضية. الا ان الحمى في هذا اليوم لم تمهله خمس ساعات.. هذه هي الدنيا.. وهذا هو الموت..وهكذا القدر.. لا حول ولا قوة الا بالله.. رحمك الله يامحمد ..فقد كنت نعم الاخ والزميل ونعم السند والصديق.. لا زالت صورتك البهية تروادني في كل حين وهكذا صوتك الرنان يهمس في اذني لم استطع نسيانه.. كنت عظيما بمواقفك كبيرا بأرائك متفانيا في عملك المتواصل الذي لا يعرف الملل او الكلل او التأفف.. افتقدت أراءك السديدة؛ وشجاعتك..؛ كنت كتلة متقدة من النشاط والحيوية.. لا زلت اتذكر ايام الدراسة في قسم الاعلام بكلية الاداب.. الكثير من المواقف الرجولية والقليل من المواقف المحرجة والطريفة مرت علينا حينها وكأنها وقعت بالامس.. كنت جميل القلب واللسان وصاحب روح وضاءة طاهرة نقية.. كنت تمتلك صدرا واسعا ونفسا طويلا وتفكيرا عميقا.. كان جميع الزملاء يحبونك ويلتفون حولك.. تدافع عن المظلوم وتطالب بحقوقهم.. وتعفو عمن اخطأ او قصر في حقك.. كنت كشجرة طيبة خضراء مورفة يستظل بجانبها الجميع.. كانت اقتراحاتك وارائك هي من تنتصر.. كم كنا نتخذ من قرارات وفي الأخير نرى أنها كانت ناقصة او خاطئة ونتذكر ان اعتراضك حينها كان في محله.. لم افتقدك وحدي فالجميع افتقدوك وافتقدوا اخلاقك النبيلة وتواصلك المستمر معهم والسؤال عن حالهم.. علاقاتك المتميزة حتى مع جمهور المؤسسة.. الذين صاروا يتحدثون بشجن عنك وتواصلك معهم كرجل الادارة الذكي.. كانت علاقة خالصة للعمل بكل ما تعنيه الكلمة.. كنت تفكر بربطهم بالعمل اكثر من ربطهم بك شخصيا.. كنت كالذي كان يشعر بالرحيل المبكر فلم تكترث لهذه الدنيا الفانية ففعلت ما فعلت. رحمك الله اخي وصديقي وزميلي محمد واسكنك الفردوس الاعلى مع الانبياء والصديقين والصالحين وجمعنا بك اللهم آمين. ..