من 2011 الى اليوم واليمنيون يمارسون في حق بعضهم بعض ابشع صنوف المهانة والعذاب وكأننا أمة من القطط التي تأكل بعضها .
اصبحنا مسجونين في سجون بعض ، ومعاقين بسبب بعض ومشردين في كل زوة بسببنا وسلوكنا تجاه بعضنا اصبح سلوكا متوحشا ويفتقر لروح الإنسانية وكلنا في حقيقة الحال حانبين ونحتاج الى نبي يخارجنا ويعيد صياغة طريقة حياتنا من جديد.
كذبنا على بعضنا كثيرا واستغفلنا أمتنا بحكايا لم يكن لها داع وحرمنا على بعضنا البعض نعيم الحياة واستكثرنا على بلادنا ان تكون هادئة ومستقرة وغرتنا المطامع في سبيل الوصول الى السلطة بهذه الطريقة العدمية وفتحنا عيوننا في الاخر على بلاد بلا سلطة واحدة وبلا حكومة واحدة وبلا جيش واحد وبلا شعب واحد ولم نستفد حتى الان من هذه التجربة المريرة والقاسية ، إذ لازلنا حتى هذه اللحظة نقاتل بعضنا بشراسة ونذيق شعبنا وأمتنا الصابرة مرارات التفتت والتشرذم والسير الى الهاوية .
الى متى سنستمر على هذا الحال ؟ الله اعلم ولا مؤشرات مطمئنة على الميدان لأن خطاب الكراهية السائد من قبل كل الأطراف لم يترك لنا مجالا في صنعاء وفي عدن وتعز والبيضاء وصعدة ومأرب والضالع والحديدة وفي كل شبر من اليمن اصبحت الكراهية هي السلوك اليومي العام المتداول بين الناس في الشوارع ومواقع التواصل الإجتماعي وفي حوارات الساسة وفي مئآذن الصلاة وهذا بحد ذاته كفيل بمواصلة السير الى الهاوية بعينين مفتوحتين لاتشاهدان الاخر إلا باعتباره الخصم الذي ينبغي ان يتم تدميره وانهائه من الوجود ، وهذا في رأيي هو الحافز الكبير لمواصلة الحرب ، وكنا من قبل هذا العبث كله أمة ترمم اوجاعها بأمل وشعب يعيش في مدن وقرى اليمن بسلام وهدوء ونعيم ولم يكن ينقصنا شيء غير الذهاب الى العصر متخففين من الثارات ومن العُقد ومن العقائد البالية ، لكن ماحدث منذ العام 2011 وحتى هذه اللحظة اعادنا معردسين الى الوراء واستيقضنا على بلد مدمر وشعب يعيش حياته اليومية بمزاج تالف وخربان .