يظهر الحوثيون والأخوان في زفة تحرير الحديدة مثل أي اثنين مخطوبين يغازلان بعضهما سكتة بسكتة، وينتظران بنفس السكتة نتائج اجتماع عائلتيهما في قطر وإيران للإعلان رسمياً عن عقد القِران بينهما في أقرب فرصة ممكنة، وليس هناك ما يؤخر إعلان حفل الزواج غير كلام الناس فقط.
من خلال شواهد معركة الساحل الغربي يظهر، أيضاً، أن الحوثيين والإخوان "بيحبوا بعض" ويخافا على مصير بعضهما وهما، على أية حال، اثنان مخطوبان ويجمعهما إحساس واحد بالمستقبل ويشتركان في عقيدة واحدة لحماية دين الله الذي جعلاه وبالاً قاسياً على حياة الناس... الناس الذين هم جمهور الزفة في علاقة السياميين الذين يتهيأان لزواج عرفي في سبيل تحقيق مصالح أربابهم في إيران وقطر.
فارس أحلام الحوثيين هذه الأيام هم الأخوان الذين يعملون جاهدين لعرقلة تقدم قوات الشرعية في الحديدة.. وفارس أحلام الأخوان هذه الأيام هم الحوثيون الذين يعملون جاهدين هم الآخرون لمنع أي تقدم باتجاه ميناء الحديدة، ويبدو واضحاً أن مهر الزواج بين الحوثيين والأخوان يتمثل في بقاء جبهة الساحل خاملة حتى يتمكن "الاثنان المخطوبان سكتة" من تأمين مستقبلهما من خلال التواجد على الأرض لحصد مزيد من الأرباح في صفقة زواج لا علاقة لليمنيين بمكتسباتها.
وبالحديث عن مستقبل الخطوبة بين الحوثيين والإخوان، فإن لكل منهما ترتيباته الخاصة فيما يتعلق بجبهة الساحل. فالحوثيون، مثلاً، يخشون من سقوط الحديدة من أياديهم، لأن حدوث ذلك يعني أن الحوثيين سيعيشون من بعد ذلك مجرد مبندقين معلقين فوق الجبال كمصير تاريخي لازم كل محاولات الأئمة للسيطرة على اليمن عبر خرافة القوة. وهذا امر سيقضي نهائياً على أحلام الحرس الثوري في جعل مضيق باب المندب مفرشة إيرانية.
ويخشى الإخوان من سقوط الحديدة في أيادي قوات الشرعية المدعومة من الإمارات، ويبذلون كل ما بوسعهم في سبيل بقاء الحوثيين في الحديدة تحت أي مبرر كان، لأن خسارة الحوثيين للحديدة يعني أن يبقى الأخوان مجرد جبهة تحارب في حواري تعز في سبيل شرعية تراها مفصلة كثوب قطري! وبين الثوب القطري والمفرشة الإيرانية، على أية حال، هناك خطوبة واضحة بين طرفين يحبو بعض سكتة بسكته ويدمران البلد جهرة في سبيل بلدين آخرين يسعى كل منهما لجعل اليمن دولة بلا حياة وبلا أفراح وبلا سيادة.