الناس في بلدانهم عايشين بأمان ومبسوطين وهمومهم اليومية بسيطة وأحنا حياتنا في بلادنا دحس الدحيس ولا أمان فيها ولا أحلام تثمر ولا أمل يزهر وأيامنا ميتة بلا افراح واحزاننا وفيرة لانهاية لها وأوقاتنا كلها هموم كبيرة تفصع الظهر وتخلي الواحد عايش وهو مش عارف ماهو الهدف الأساسي من حياته .
لا اللي في الداخل مرتاحين وهادئين ولا اللي في الخارج مبسوطين ومطمئنين ولا اللي في الشرعية ضامنين حياتهم اثناء العودة الى البلد ولا اللي يحكموا بسلطة الأمر الواقع ضامنين البقاء والاستمرار في البلد ، ولم يعد لدينا بلاد العيش فيها ميسر مثلما بقية بلدان الله والزمن يمشي بسرعة واحنا على عادتنا السيئة كل واحد ماسك بشعر الثاني وهات يانديف النديف.
احسد الناس اللي عايشين في بلدانهم بسلام حتى وإن كانت ظروفهم المعيشية صعبة فيكفي أنهم في مأمن من البلطجة اليومية ومن قهر عيال السوق واحسد كل علم وطني يرفرف عرض الجدران بزهو وأحزن على علم بلادنا الذي اصبح مجرد خرقة بالية لبلاد نعثروها الجن أوصال ولا أخبار سارة في اليمن، ويبدو الأمر كما لو أن اليمنيين أبرموا اتفاقاً أزلياً فيما بينهم على تناوب مهمة تنغيص الحياة على بعضهم بعض ومافيش عاقل يفرع ويقول للناس بأن العيش بهذه الطريقة لايبني مجتمع حتى ولو من صلصال .