لسنا مع الحرب، نحن مع السلام، وإن كان ثمة صوت يقول جنبوا شرعب الحرب فنحن نحب هذا الصوت وما مهمتنا إلا تحقيق السلام وأن تأخذ مليشيا الدجال جبروتها من شرعب وأن ترحل وتبقى شرعب كما هي لأهلها، ريفية الطبع والطباع وتحكم بهاماتها الذين تعرفهم البلاد وأن يتوقف نزيف الدم الشرعبي الذي يسيله الكهنوت من شريان شرعب في جبهات اليمن، مأرب والبيضاء وشبوة والساحل هذا!
نريد أن نحقن دماء شرعب التي تسيل في الخارطة الدموية للظلام، أن نحفظ شرعب من التصفية التي تكاد تنتهي من كل شباب البلاد في الحرب، أو لنقل السلم.
فما يحدث أن قوات المشتركة تزيل الحزام الكهنوتي ولسنا بمعارك دموية، فالكهنوت ضعيف، وتخلص المديريات والعزل من نظام الولاية كما حدث في حيس ومقبنة وشمير.
خذوا بلادكم، اطردوا الكهنوت، وهذه أقصر طريقة لتجنب أي لعلعة للرصاص في شرعب ولن يأتي أحد، جنبوها بطريقتكم، وسلامكم.
* * *
بودي أن أخبركم -ونفسي أولاً- أن الحرب ليست لعبة وأن أرواح الرجال في الجبهات ليست لمجرد نشوة، أو خبر عاجل؛ لتشعروا بالفرح من متاكيكم الكبيرة وفي مخادعكم الوثيرة!
الحرب حرب، دم ونار، حياة وموت، شهداء وجرحى، صمت وضجيج، رغبة ورهبة، وموت! أن تفقد نفسك، أن يسقط رفيقك أمامك، أن تتحطم ركبة هذا وأن تنقطع يد ذاك وأن تضيع أنفاسك، وأن تلتقط أنفاسك وأن تسهر ليالٍ وليال، ولا تنام.
الحرب شهقة الحياة الأخيرة، تحيا أو تموت، وبانوراما البعث.
كن محل الجندي المقاتل ومن ثم تحدث وكن في مترس المقاتل وتكلم، كن الرجل الأول الذي يقتحم سور العدو وتفذلك، كن أول قدم تدوس أرضا ملغمة بالشظايا وقرر.
لو أن الحرب لعبة لكنا جميعنا في الجبهات ولما فضلنا أن نكتب من أن نقاتل، فشجعان المعارك قلة في كل شعب، ومتكلموها كثر!
فما بالكم تريدون منهم طي البلاد بلمحة، وتريدونهم أن يهدوكم النصر بلحظة؟
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك.