د. فاروق ثابت

د. فاروق ثابت

المليشيا ومأرب.. الفائدة لإيران و"الدم من رأس القبيلي"

Sunday 12 December 2021 الساعة 03:33 pm

حزين على العدد المهول من قتلى القبائل الموالية للحوثيين على تخوم مارب.

قولوا لهم إن جثث "جهالكم" تتناهشها الكلاب والطيور في الخلاء، فيما السلاليون مكيفون في الطيرمانات.

إيران تضغط لأجل اجتياح مأرب وبالتالي رفع سقف بنودها في ملف المفاوضات مع الولايات المتحدة بخصوص الملف النووي، والثمن يدفعه الغلابى والفقراء والمغرر بهم من أولاد القبائل الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

المليشيا دفعت بالآلاف خلال أقل من أسبوع لتعزيز جبهاتها في الخطوط الأمامية في مأرب نسبة كبيرة منهم لقوا حتفهم، وثمة فيديوهات ومقاطع صادمة لصرعى الحوثيين سجلت في الجبال والصحارى والمرتفعات المحيطة بمارب. 

يستميت الحوثيون للزج بمقاتلين في جبهات مأرب ولا يهمهم مصيرهم، وأشعر بالأسف أن اقول إن معظم الذين يرسلون للموت هم أطفال يجري اختطافهم من المدارس أو من مراكز التحفيظ أو من مقرات ما تسمى "الدورات الثقافية" أو من آبائهم بمقابل بخس ليتم إزهاقهم في المعارك وتعلم المليشيا عن مصيرهم مقدما ولكنها لا تأبه لذلك بقدر ما يهمها تحقيق تقدم أو اختراق لصالحها والذي هو أصلا لصالح إيران، وكيف سيعنيها ذلك، ف"الرصاص والمكسب لإيران، والدم من رأس القبيلي".

وقد سُجِّل رسميا قبل نحو شهر تقريباً عن استقطاب الحوثيين لنحو 22 ألف طفل للقتال في صفوفها، ولا أعتقد أن معظمهم سيكون بخير الآن إن لم يكن كلهم، سواء في جبهات مارب أو في جبهات الساحل وقد لجأت المليشيا للدفع بهؤلاء المجندين للانتحار بأحزمة ناسفة على نفس خطى التنظيمات الإرهابية. 

بالمقابل يستميت أبناء مأرب ومن معهم من الشرفاء للدفاع عن أرضهم وملكهم وكرامتهم وحقهم في العيش والحياة الكريمة، وكلهم على قلب رجل واحد إما النصر على المعتدي أو الشهادة دون حيل أو ميل، والماربي يفضل الموت على أن لا يهين أحد كرامته مثله مثل الكثير من اليمنيين. 

وقد حزنت مؤخرا لاستشهاد كثير من أبناء مارب ممن أعرفهم، بعضهم من مشايخها الشباب الأفذاذ الذين يتقدمون الصفوف ويثبون دون هوادة. 

مؤخرا اعترفت المليشيا بمصرع نحو "15" ألفا من افرادها على تخوم مأرب على أن هذا العدد هو منذ يونيو 2021 فيما يؤكد هذا الاعتراف أن الرقم وراءه أضعاف مضاعفة من قتلاها وقد باتت صحراء مارب مقبرة جماعية لهم. 

وهذا الأمر يجعلنا نصيح بصاخب الصوت مراراً وتكراراً، لأولئك القبائل الذين يرسلون أولادهم للقتال مع المليشيا الإيرانية بان اولادكم هم وقود لوليمة الفناء الحوثية التي ستختتمها بجثثكم بعد نفاد صغاركم. 

والقادم أقذر.