صالح علي الدويل

صالح علي الدويل

تابعنى على

طبيعي أن يقال "بن عديو"

Thursday 23 December 2021 الساعة 05:41 pm

إقالة الأخ محمد صالح بن عديو، هي تحصيل حاصل مع كل ما سبقها وما لحقها من ضجيج.

فللرجل تجربته مهما كان الخلاف والتضاد سياسيا ووطنيا معه فسيظل ابن شبوة له بصماته سلبا أو إيجابا.

لكن الضجيج والضغط الإعلامي والسياسي للإخوان وتوزيع الاتهامات يمنة ويسرة يؤكد أنهم يستشعرون قادما سيئا أكثر مما يتوقعون، وجعلوا إقالته إفراغ شحنات حقد ضد كل من اختلف معهم.

 فتارة يقولون إن الجيزاني "آل جابر" أصدر قرار إقالته!!، وتارة إن الأمير خالد روّض عبدربه بشيك!! وجعلوا الرفض الجنوبي للتمكين الإخواني إفراغ شحنات حقد ضد المملكة!!، وكانوا يضجون أن إقالته تارة بسبب ضغوط من الانتقالي وأخرى أنها ضغوطات سعودية وإماراتية!

 إقالته لا تحتاج هذا الحيز من الجدل فهي مزمّنة في اتفاق الرياض الذي تهربوا من تنفيذه لكي لا يشارك الانتقالي في التعيينات، لكن "الهربة سنة والمسكة يوم" فكانت الإقالة، وكان هدفهم وما زال في استفحال الصراع في شبوة لعلهم يحققون بعضا من أجندتهم وأن شبوة ستنقاد لتعبئتهم فمرّت الإقالة، إلا من ضجيج الإخوان وأبواقهم أو "الساهنين الذين ضاعت سهنتهم"!!

الرجل أقيل لأنه جعل نفسه مشروعا تصادميا في صراعات حدّية تصادمية، اختار له حزبه أن يكون كذلك وارتضاه هو ونفذه.

 ليس مهما إن وصفوه بطلا وطنيا للتحرر من (ما يسموه) "الاحتلال الإماراتي"!! ولا أنه عمل لشبوة ما لم يعمله السابقون ولن يعمله اللاحقون.

كان الخلاف معه في "دور المقر" وتوصياته وهيمنته في تجربة التمكين الشبوانية التي كانت امتدادا ل"تعليمات المرشد" وهي سبب معاداته وعداواته وسبب صراعاته ثم إقالته.

فقد ظل يصادم لتأسيس مداميك مشروع إخوانجي غير خفي مهما موهوه باسم شبوة، وعلى خافيته يعادي ويزيح ويرفض ويطمس حتى الشهداء من غير التمكين!!، فاتسعت قاعدة رافضيه، واستنفد دوره إخوانيا وصار عبئا عليهم فتركوه، هذه استراتيجيتهم "عشّاق نذّاق".

فإقليميا، جعلوه يلعب في ملعب ليس ملعبه، فهو حكم محلي فقط، فجعل الإمارات وهي من دول التحالف ومن دول الرعاية الأربع عدوا أكثر من الحوثي الذي سلموا له بيحان.

فتح جبهة ليس لشبوة مصلحة في عدائها ولم تعلن الشرعية التي عينته موقفا معاديا منها، وموقفه ليس لأن الإمارات تعادي شبوة، بل تعادي مشروع الإخوان الدولي وهو وحزبه جزء منه.

إذن ما فائدة شبوة؟!!

 لا شيء إلا معاداة من أجل الإخوان الذين ظلوا يراهنون أنهم قادرون على أن يفرمتوا وعيا شبوانيا اعتقدوا أنه "لا يفرّق بين العَير1 والعِير2" فثبت أنه عصي على فرمتتهم.

حوثيا، تحررت بيحان قبله وتسلّمت للحوثي في عهده!!، ولن يخفي ذلك تبريرهم المتهافت بأنها عسكريا تتبع مارب وإداريا تتبع شبوة.

 فكيف ارتضى أن تدار مديريات من محافظته عسكريا وهو "كالاطرش في الزفة" والعدو يهددها؟، لماذا لم يرفض مثلما أردوا له أن يرفض تواجد الإمارات في بلحاف؟؛ بل؛ جند الحملات والغزوات ضدها وخلقوا ضجيجا لحرف الرأي العام بأن العدو الإمارات!!

 وجنوبيا، حارب مشروع استقلال الجنوب وكان عدوا له أكثر من "عفاش" في أيام مجده الذي كان يترك متنفسا خارج العاصمة وأحيانا فيها عكس بن عديو وتمكينه الإخواني التي شهدت (شبوة في عهده) أعلى درجات القتل والقمع والاعتقالات لاجتثاث مشروع عصي اجتثاثه.

 وإخوانيا، جعله الإخوان هدفا ووسيلة في تجربتهم، فمجدوه وأعطوه ليؤسسوا مداميك تمكينهم باسمه، فنال من السهام الكثير وصارت إقالته ضرورة لإزاحة التمكين وأن لا يكون دولة باسم الشرعية التي بحكم هيمنتهم على نيابة الرئيس ومكتبه سهّلوا له ما منعوه عن غيره.

كانت التسهيلات منهم حربا لاستمالة شبوة مثلما كانت حرب الخدمات عقابا منهم في محافظات أخرى للضغط عليها.

 والحرب بالتسهيلات كالحرب بالخدمات تهدف لإزاحة مشروع متجذر ليحل محله مشروع يجد رفضا واسعا.

ف‏في السياسة والصراعات لا توجد أشياء مجانية حتى بروباغندا التنمية والسيادة.

 والمحافظ حمل راية التحرر من (ما يسموه) "الاحتلال الإماراتي"!!، ومن يظنها مجانية فهو إما غبي أو يتغابى أو يستسذج الناس ويستغبيها.

وقبليا، البعض في شبوة راهن على ولائه القبلي، وهو رهان فج لتقييم الأيديولوجيا ومع ذلك فقد افتتح الإخوان به أولى مواجهاته مع قبيلته ليقولوا للجميع: التنظيم أولا وثانيا وأخيرا.

وتنمويا، عمل ما يستطيع لأنهم وفروا له ما يريد، وسيخبو "الزفيج" في شبوة ويكتشف الجميع أن حالها لا تفرق كثيرا عن بقية المحافظات.

...........

١)العَير: الحمار

٢)العِير: القافلة