سبع سنوات اكتملت عاشتها ولا تزال تعيشها اليمن في مسلسل الفوضى ثم الحرب وتفكك الدولة وسيادة عهد المليشيات.
لا حسم قريب مرتقب في هذا العام والشرعية في سباتها العميق، الكرة لا تزال الآن في ملعبها، لإنعاش دواليبها.
هناك آمال لتحسن وضع العملة والحالة الاقتصادية عموما، بعد التغيرات والقرارات الأخيرة.
هناك حاجة لعودة كامل المسؤولين إلى عدن والجبهات والسماع للشارع الغاضب قبل فوات الأوان، من منطلق المصلحة الوطنية العامة الضامنة لحقوق الجميع وإيقاف نزيف ونهج الفساد والتبريرات الكاذبة والتسويف لكل الوضع العسكري والأمني والخدمي.
الشرعية تتساقط بضربات وتراكم كمي يومي، تفقد كل يوم جمهورها وشعبها وشارعها وزمنها.
خلال هذه السنوات الأسوأ في تاريخ اليمن الحديث، الجيل الجديد ولد ليجد وطنه ساحات حرب، وموجات عنف واقتتال.. وطن ممتلئ بالدم والكراهية والأحقاد والثارات.
لا شك أن ذلك كله يضرب في عمق وجدان اليمنيين، يحفر بعمق ويبعث على الحسرة والألم.
اليمن كما أنها ضحية موقعها فهي ضحية نخبتها السياسية.
حصاد سنوات الحرب مريرة يأتي في طليعة كل المرارات أن دولة وشعبا مستقرا، تحول إلى ورقة سياسية في طاولات الإقليم، واشتات دويلات وإمارات دينية، وأصبح قضية إقليمية للعرض والطلب وليس وطنا وشعبا وأحلاما.
أصبح بلدا تدار قضاياه السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية وغيرها من الخارج وأروقة الاستخبارات ووزارات خارجية دول أخرى، وليس أمام النخبة الحاكمة العاجزة سوى التماهي مع تلك الإرادات المتصارعة حتى حين.
اليمن وشعبها تُركا بين (النار والعار)، بين الحوثي والإخوان، ومافيا ورجالات الفساد القدامى والجدد وتناثرت الدولة أدراج الرياح.
ولذا فإن قضيتنا مؤجلة حتى يستفيق صاحب القرار أو يتم تفويقه.