زوارق إنقاذ، ومولد كهرباء، عربات جر، ومقطورات طبية متنقلة، مستشفى طبي كان يقدم مساعدة صحية لليمنيين، هذه هي حمولة السفينة المختطفة على يد جماعة الحوثي التي نفذت عملية القرصنة هذه خدمة للنظام الإيراني المارق، وإرضاء لنزواته وربما لرغبته في تحسين وضعه التفاوضي حول ملفه النووي، ويريد من خلال هذه القرصنة إثبات مدى طاعة أدواته وتحكمه الشديد بها، بالإضافة إلى مدى خطورة تلك الأدوات المليشاوية ومن بينها مليشيا الحوثي التي باتت تتجاوز خطورة كل جماعات الإرهاب، وكانت وما زالت وستظل تمثل تهديدا للملاحة الدولية ما دام المجتمع الدولي يتعامل معها بهذه الطريقة المتراخية.
فعلى مرأى ومسمع الأمم المتحدة، وبعثتها النائمة في عرض البحر، خطف الحوثيون سفينة شحن، وقبلها انزلوا ألغاما بحرية لا حصر لها، وحركوا كما هائلا من الزوارق المفخخة الموجهة، وعاثوا في البحر إجراما كما عاثوا في البر قتلاً وتشريدا وتدميرا، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، وكما يقال من أمن العقوبة أساء الأدب، والحوثي أساء الأدب والتعامل وما زال آمناً من العقوبة، رغم أن تأديبه وسحقه كان قاب قوسين أو أدنى، وكانت الحديدة على موعد مع الخلاص، لولا التدخل الأممي وتماهي الشرعية وتمالؤ أطرافها مع الحوثيين، وسعيهم مجتمعين على إيجاد طوق نجاة اسمه (اتفاق استوكهولم)، والذي أعاد الأمل للحوثي وداعميه في إبقاء الحديدة منفذا للدعم والإسناد تحت يدهم كما اعترف أحد خبراء حزب الله الإرهابي في الفيديو الذي نشره التحالف منذ أيام.
ما يجب الحديث عنه وإثارته وتوضيحه للعالم أن الحوثي وتبعيته العمياء لإيران وتنفيذه مخططاتها الشريرة لا يعد تهديداً للأمن القومي العربي فقط، بل أصبح خطراً محدقاً بمصالح العالم بشكل عام من خلال استهدافه لممر الملاحة العالمية، ليتجاوز إرهابه بذلك النطاق المحلي، ولذلك أصبح تصنيف جماعة الحوثي دوليا كجماعة إرهابية المسألة الأكثر إلحاحا، وتصحيحا لخطأ إدارة بايدن التي ظنت أن رفع اسم الجماعة من قوائم الإرهاب سوف يشذب تعاملها ويدفعها نحو التعقل والسلام.
إن المصلحة الوطنية والإقليمية والدولية الآن تكمن في استعادة كافة الساحل وعموم اليمن من يد الذراع الإيرانية في اليمن (جماعة الحوثي)، ويجب على الشرعية والقوات اليمنية بمختلف تشكيلاتها، وبإسناد ودعم التحالف والمجتمع الدولي ضرورة العمل على توجيه كل الجهود والقدرات نحو ذلك الهدف الأسمى، فالحوثي أصبح يشكل خطرا كبيرا على أمن الملاحة البحرية، ويشكل تهديدا كبيرا للسفن التي تمر عبر باب المندب وقناة السويس، وهذا ما ينذر بأن المليشيات تستعد لأعمال عدائية ضد أي سفينة تسير في البحر الأحمر، وهو ما سيعرض التجارة الدولية بشكل عام للخطر.