عبدالستار سيف الشميري
جحر مران وسماء اليمن لن يلتقيان
ما نحتاجه خفوت اليأس غزل الخُطى بالخُطى والحنجرة بالحنجرة والمصير بالمصير أفضل الثمار في حصاد الحياة هي الكرامة ورفض الأفكار البالية والسلالات الداعية وأكاذيب الاصطفاء، ذلك انها عنصرية وفاشية تجاوزها العصر بعد حروب مريرة وخراب وانتهت كلها الى سراب فلن تبعث في ارض حمير من جديد وقد تسربل لمكافحتها من لسان حالهم بالأمس كما اليوم "نحن أولو قوة والو بأس شديد"
اليمن سماء، لا يعبر عنها جحر مران بمشروعه السلالي وسيصل اليمنيون إلى مشروعهم الوطني الجامع مهما تأخر الوقت ومهما كانت التضحيات ذلك قدرهم، اليمن الأصيل الذي جرحه هؤلاء وشوهوا اسمه ورسمه لازلنا نحبه في كل الأحوال ونهرع إليه طلبا للطمأنينة في أحضانه، نصب جام غضبنا علي قياداته ونلعن، فسادهم ونأبى السكوت، يذهبون ويسقطون، لكن يبقى هذا الوطن كغرس البن لا يفنى وكعسل حضرموت فيه شفاء..
هل هناك آمل. نعم هناك الكثير معركة شبوة فتحت الأمل نحو البيضاء ومأرب وتكسر جدران اليأس، صحيح أنه مضت سبع سنوات معارك كر وفر، هذه السبع على رفضنا الانقلاب وصرخة الموت التي أطلقوها وصرخة الحياة التي نعمل من أجلها في ميادين الإعلام وجبهات القتال، لم تذهب سدى أنها الفاتورة المستحقة على كل الأجيال القادمة ويدفعها عنهم هذا الجيل.
لقد شكل الانقلاب حيثيات الموت لوطن كان يحاول أن يبعث من جديد ويخرج إلى فضاء الحرية ويتوق الرفعة والرفاة والمدنية يحمل خلاصة نضال طويل عبر أهوال جسيمة اخترقت الأجساد والأرزاق، تخلّله الغدر المتكرِّر، كانت ثورة تؤازر ثورة ونضال يتكئ على آخر.
شعب استبدال طاقة السكون بقفزة جماعية واسعة إلى مجهول اليقين، فاتحة باب المخاطر على مصراعيه دون التفاتة. ثمّ اندلعت الخطوات وتناثر اليقين، وكانت مسيرة الظلام الحوثي هي المحطة الاسواء في تاريخ نكباتنا العابرة والمستقرة على السواء.
سلبت القيم والدم والوطن لكنها لم تستطع أن تسلب الشعب الإرادة والمقاومة، إلى حين يأتي الخلاص وعسى أن يكون قريب..
في معاركة الخميني وأدواته الحوثية اكتشفنا حقيقتنا، وعرفنا معادن النفوس وتمرسنا على الصبر وتعلم شبابنا فنون القتال ورشفات الوعي، وتروس اليقين وكثير من حب الوطن ولا يزالون يغترفون من كل ذلك بنهم وشغف وإصرار لا يلين، مضى منهم من مضى برضى وطمأنينة وسكينة وبقي المتاخرون على ذات العهد لا يضرهم من خذلهم أو دس كيد في صفوفهم.
إنّ العهد الذي بيننا؛ معشر اليمنيين منذ انقلاب الحوثي هو مواصلة السير حتى اقتلاع جذور العنصرية وكرسي البيت المزعوم وان كان هذا مدعاة، المكابدة والعنت، الا انها ضريبة مستحقة والتضحية هي روح الخلاص، التي لن تنسج بالتراخي والتراجع أمام مشروع خارجي طاغي ظالم جموح، أن عدد شهدائنا بعشرات الآلاف والجرحى أكثر لقد مضوا ومروا مرور الكرام ومن الخيانة لدمهم التوقف عن ما ذهبت دماهم لأجله، أن عهد الشهداء أن لا نتكئ منتصف المعركة، وأن نواصل خطواتنا مهما كان كانت الطريق طويلة والصحراء مشمسة والجبال شاهقة والحرب ضروس، انها حرب وجود لا حرب رفاه وإطماع بالنسبة لشعب يستحق الكرامة والإنسانية والحياة، لذلك من المستحيل أن يلتقي جحر مران بسماء اليمن الفسيحة مهما طال الانتظار .
وغدا لناظره قريب