أخبرني أحد أبناء عمران أن شركة صينية قامت بشق الطريق الرئيسي كأول طريق بعد الثورة.. وأن أحد ملاك الأرض رفض شق الطريق كونها تمر من أرضه، وكان لديه مجموعة من المسلحين يطلقون النار..
وبينما كان السائق الصيني يشق الطريق ويقود الشيول تم قنصه بعيار ناري فارق الحياة على الفور.
ارتعب العاملون اليمنيون لما حصل وسحبوا جثة القتيل الصيني مضرجا بدمه، فأحمر وجه الصيني المشرف وصعد الشيول غير آبه ودون أن يلتفت لمصدر الرصاص وتابع ما توقف عنده السائق القتيل وواصل الشق، وهو يؤشر للبقية بيده باستمرار العمل حتى تم شق الطريق بنجاح رغم انهمار وكثافة النيران.
هذه القصة ذكرتني بها بطولات ألوية العمالقة وهم يُسقِطون المناطق التي سيطر عليها الحوثي في شبوة ثم مأرب الواحدة تلو الأخرى دون تراجع، وبمجرد أن يستشهد قائد أو فرد فيهم يتولى المهام زميل له وتستمر وتيرة المعركة بإرادة ومعنويات وخطى ثابتة لأجل تحقيق الهدف وبالتالي النجاح هو حليفهم.
تعتمد الألوية على قيادة واحدة وغرفة عمليات واحدة وخطط وتنسيق وهدف واحد، وكل فرقة في هذا الجيش محدد مهامها العسكرية أثناء المعركة بدقة وتقوم بعمل ما هو مناط بها بكل تفان وبطولة.
العمالقة لا يوجد فيها مسؤول رئاسي يعين أقارب له، ولا يوجد نافذون يقيلون قيادات فجأة ويعينون قيادات من جماعتهم، ولا يوجد فيها جماعات تشكك بزملائها لأنها ليست من ذات الجماعة، ولا يوجد فيها تجنيد عشوائي للأقارب أو تجنيد بالبطاقة التنظيمية أو بتزكية ومُعَرِّف قيادي في التنظيم، ولا توجد إمكانات مالية مهدورة ومشتتة، ولا يوجد في العمالقة أسماء وهمية ولو حتى بنسبة 5% وليس بنسبة 70 في المائة من الأسماء الوهمية كما قال وزير دفاع الشرعية المقدشي، ويوجد في ألوية العمالقة فقط أسماء الكثير من الشهداء والجرحي، فيما البقية حاضرون ينطلقون كالريح المرسلة في الأرض حينما يتطلب الأمر ذلك.
عندما نتحدث عن الفرق بين جيش الشرعية والعمالقة لا نقصد أولئك الأفراد الشرفاء الثابتين في الجبهات والذين يهبون أرواحهم سخية فداءً لليمن ضد المليشيا الإمامية، ولكن نتحدث عن الفساد والإفساد من قبل قيادات في جيش الشرعية وسوء الإدارة والتعيين، والتعامل مع المعركة وجبهات الحرب كغنيمة وفيد وحفلة للتكسب.
أخيراً..
عندما يوجد التنسيق والتخطيط والقيادة الواحدة والهدف والإمكانات غير المهدرة والإخلاص للقضية يتحقق الهدف، ليس لجيش ما، ولكن لأي مجموعة عمل مدنية أو عسكرية.
المجد والخلود لأبطال اليمن شمالا وجنوبا بما فيهم عمالقة ربي العظام، والعار والهزيمة لمليشيا الإرهاب وذيولهم.
