شكراً عمالقة الجنوب، شكراً رجال الرجال، وأصحاب النخوة ورجال التضحيات والفدى، لقد استطعتم إنجاز مهمتكم بكل جدارة، وأثبتم أن الحوثي ليس سوى وهم ومجاميع إرهابية لا يستطيعون الثبات أمام الحق، ولا الصمود أمام المؤمنين بقضية الوطن وقدسية الحرية والتحرر من قبضة الذل والهوان الحوثية.
شكراً لأبطال القبائل في مارب الفدائيين في سبيل العزة والكرامة، الذين عروا ما تسمى الشرعية، وكشفوا مدى زيفها وانهزاميتها، وكيف تتعامل هذه الشرعية عبر شخوصها المتآمرين على الوطن والشعب مع كل فعل حر من شأنه كسر الحوثي وإنهاء باب التربح والمتاجرة بمأساة اليمن من خلال النصر المؤزر الذي يقطع الطريق على القيادات المستثمرة فيما تسمى الشرعية لتلك المآسي.
لقد أثبتت الأيام أن عمالقة الجنوب خير معين لمن لديه الرغبة الصادقة في تحرير أرضه ونفسه، وانهم لن يتوانوا ابداً في التضحية والفداء بل والتقدم إلى عمق المناطق المحتلة من قبل الحوثيين، متى ما وجدوا ذراعا قوية مخلصة الى جانبهم، فبرغم ما قيل ويقال ويفبركه الإخوان وتديره قطر ومسقط من مؤامرات ضد القوى الفتية من القوات المشتركة والعمالقة الجنوبية وغيرها من التشكيلات التي بددت خرافة الحوثي وكشفت خيانات الاخوان، برغم كل ذلك، تمكن العمالقة من فرض نفسهم وحبهم في قلوب الناس شمالاً وجنوبا، ولا ابالغ إن قلت إن مجتمع صنعاء وكل المواطنين في مناطق الاحتلال الحوثي، يتمنون ان تكون كل القوات عمالقة، وتصبح كل الهمم والعزائم عمالقة، لا يشوبها شك ولا تعتريها خيانة ولا تعرف انقساما، فبوركت جهود الرجال الاوفياء.
إن النصر على الحوثية ومخططات المتخادمين معها، يحتاج لنوايا صادقة، وهذا يحتم على أبناء الشمال أن يؤمنوا بقضيتهم وأن يسعوا جادين لتحرير مناطقهم وحينها حتما سيجدون الدعم والاسناد الجنوبي الوفي، فلا خير في قيادات وجيش يتوسل لغيره ان يحرروا مناطقه، وفي نفس الوقت يسرق انتصاراتهم او ينسبها إليه، ولا خير في قوات رابضة في معسكراتها دون أي حراك او فعالية للذود عن الوطن والتوجه لتحرير العاصمة بدلا من بقائها حامية لمصالح حزب او شخص بعينه كما تفعل الألوية المتخمة في حضرموت.
إن ارادت نخب الشمال أن تكون فعلا بحجم المسؤولية عليها ان تدفع بكل جهدها وتتعلم من ابناء الجنوب التضحية الحقيقية في سبيل الحرية، فانجاز العمالقة ممتاز وعظيم، ويمكن البناء عليه لاحداث تحول استراتيجي في سير المعركة، ويبقى على (الشماليين) ان يشحذوا الهمم ويقاتلوا على أرضهم ومستقبل اجيالهم بدلاً من النواح وموجة التهوين والتخوين.