يعرف المجتمع اليمني مدى فاشية جماعة الحوثي، عدا أولئك المنتفعين من هذه الجماعة وخصوصاً الذين يعانون من اختلال نفسي وتوهم الفوقية والاصطفاء العرقي وهو ما استغلته الجماعة وعملت على تأصيله وإحيائه بعد أن كان المجتمع اليمني قد قفز على تلك المفاهيم التي يعززها الحوثيون اليوم وإعادة فرزهم للمجتمع على أساس سلالي وتفرقته بين (سيد وقبيلي) وما دون تلك المسميات والازدراءات التي يعرفها اليمنيون، وفي غمرة هذه النشوة والانتفاخة الحوثية يرتكب هؤلاء المرضى المشدودون للماضي والمؤمنين بخرافة الاصطفاء، جرائم عدة بحق اليمن واليمنيين وبحق أنفسهم دون إدراك أن الحوثي وفكره السيء يشكل أكبر جناية على الهاشميين.
إن كل ما ترتكبه العناصر الحوثية من نهب وعنجهية وصولا لاستخدام المواطنين كدروع بشرية يعد سياسة متبعة وممنهجة لدى قيادة الجماعة وراسم خططها وداعمها الإيراني، وخلال الفترة الأخيرة وبعد أن تمكن التحالف من الحصول على معلومات دقيقة عن أماكن تخزين الجماعة للأسلحة، واستهدافها بشكل دقيق أربك الحوثيين وجعلهم يتخبطون كثيراً، ويحاولون أكثر مما مضى في استخدام المواطنين كدروع بشرية من خلال تخزين الأسلحة في الحارات والأعيان المدنية لإدراكهم أن التحالف لن يستهدف تلك الأماكن حفاظاً على المواطنين، ولعل هذا ما دفعهم خلال الأيام الماضية إلى محاولة إدخال كميات متنوعة من الأسلحة إلى مدرسة جمال عبد الناصر في ساعة متأخرة من الليل، ولولا أن أهالي الحي -حي التحرير- علموا بالأمر ومنعوهم ووقفوا جميعا في وجه الحوثيين، رافضين أن يخزنوا أي أسلحة في المدرسة خوفا من استهدافها، مؤكدين أن منازلهم متهالكة ولا تحتمل أي استهداف، كما أن المدرسة ليست مقرا عسكريا ولا يجوز اتخاذها للتمويه أو لتخزين الأسلحة بأي حال من الأحوال.
انسحب الحوثيون وانكفأ أعوانهم في الحي أمام إصرار أبناء التحرير، ولم تنته جرائم الحوثي بالتأكيد، ولن تنتهي، ما دام العالم يغض طرفه عن جرائمه واختطافه وقمعه وترهيبه لشعب بأكمله على مرأى ومسمع العالم.