لم أشك يوماً أن قيادات جماعة الحوثي وغالبية أتباعها يعيشون حالة من انفصام الشخصية والواقع يصعب فهمها، فلا تدري هل هي نتيجة خلل عضوي طبي في أدمغتهم، ونفسياتهم، أم أنها محاولة مستميتة في تغييب الناس، واستغبائهم، ولطالما ظهر هذا الانفصام في حديث الجماعة وإعلامها ومتثاقفيها وناشطيها عن الانتصارات والتأييد الإلهي، وأنهم حققوا نهضة وتمكينا اقتصاديا وقفزة في مختلف المجالات، ويصرون على تسويق هذه الترهات بشكل مقزز وكأن الشعب لا يمتلك عقلا يفكر به وبصيرة يرى بها ويلاحظ الانحدار والبؤس والسوء الذي وصلت إليه البلاد منذ سيطرة هذه الجماعة الفاشية على الدولة.
يعلم جميع المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين أن استمرار الحرب أحد أهم أسباب الجماعة في البقاء والتسلط على رقاب الناس، وأنها تشكل سبباً لاستمرار نهب الدولة وملشنتها وتدمير مؤسساتها.
كما يعلم المجتمع الدولي أن الحوثيين يمتصون دماء المواطن اليمني، وينهبون قوته الذي تقدمه المنظمات الدولية، ويتاجرون بمعاناة 80% من سكان اليمن، حتى وصل الأمر بالحوثيين لمقايضة المساعدات الإنسانية بمدى تجاوب الأسر اليمنية في إرسال أبنائهم لساحات القتال العبثي الذي تديره الجماعة الحوثية منذ 2014، وقد أظهرت التقارير المحلية والدولية والأممية مدى الثراء الذي حققته قيادات الجماعة على حساب فقر وإفقار المواطن اليمني وامتصاص دمه.
ورغم كل تلك الشواهد والوقائع والتقارير، يطل علينا أحد أكبر مصاصي دماء اليمنيين، وقيادي من قيادات الشر والإرهاب والعمالة الحوثية، المدعو محمد علي الحوثي، محاولاً التملص من وقوفه وجماعته خلف أزمة المشتقات النفطية الخانقة التي تعيشها المناطق الواقعة تحت سلطة جماعته، بعد أن اعترف بأنه من يحتجز مئات القواطر المحملة بالبنزين والغاز، ويمنع دخولها بحجة محاربة السوق السوداء التي أسسوها وما زالت قيادات الجماعة ترعاها وتنهب من خلالها جيب المواطن اليمني، وبكل وقاحة يطل برميل الجماعة وعنوان فسادها محمد علي الحوثي قائلاً، إنه يتمنى لو يقدم دمه كوقود في سبيل تخفيف وطأة الأزمة النفطية!
لا يحتاج اليمنيون دم الحوثي الملوث بأموال اليمنيين، والمصبوغ بلعنات الشعب الذي يعاني الأمرين على يد جماعتهم الفاشية، ولا يحتاج اليمنيون أيضاً لهذه الحالة المزرية من انفصام الشخصية التي تعيشها قيادات الجماعة وأتباعها، كل ما يتمناه شعبنا هو أفول الحوثيين وزوال مشروعهم المذهبي الاستعلائي، وتوقفهم عن الإرهاب والقتل والتدمير الذي يلحقونه باليمن أرضاً وإنسانا، وتخليهم عن الأفكار الظلامية واستجرار الماضي وارتهانهم لملالي إيران كقتلة مأجورين تحركهم طهران للإضرار باليمن ومستقبل أبنائه.