د. محمود السالمي
الخيارات السيئة.. عبرة من التاريخ
ظل سلطان البيضاء حسين الرصاص يماطل في التوقيع على المعاهدة مع البريطانيين في عدن لأكثر من سبب، منها عدم ارتياحه للنصارى، وكذلك عدم موافقتهم على منحه الراتب الشهري الكبير الذي طلبه.
وبعد مدة دخل في نزاع مسلح مع الحميقاني ولما ضعف موقفه لجأ إلى" الإمام يحيى"، طالبا منه التدخل.
فتدخل الإمام وسيطر على البيضاء وآل حميقاني، وعين عليها عاملا من طرفه وأصبح يقاسمهم كل شيء حتى بيض الدجاج.
ندم السلطان الرصاص على موقفه بعد أن اكتشف أن التبعية للإمام ألعن ألف مرة من التبعية للنصارى، وطلب من قاضي بيحان عاتق أحمد الباكري أن يتوسط له عند الحاكم البريطاني في عدن وأن يعرض عليهم رغبته في توقيع المعاهدة، حتى من دون راتب شهري، فاعتذر له حاكم عدن وقال له: الوقت فات.
وفي الأخير ترك البيضاء وهرب للعيش عند السلطان العوذلي في مكيراس مثل المسكين.
عندما تكون أمامكم كل الخيارات سيئة فمن الحكمة أن تختار الخيار الأهون، وهذا ينطبق على خياراتنا اليوم.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك