لبنان يعلن إفلاسه، الحكومة تحدثت بمرارة عن الخسارة والكارثة التي طالت وستطال حاضر اللبنانيين ومستقبلهم، وكم هو مؤسف أن يصبح حال لبنان بهذا الشكل بعد ان كان لبنان ومصارفه قبلة للتجار والمودعين قبل ان تحل عليه لعنة الطائفية والمذهبية ويسقط في هوة التحاذبات الإقليمية، ويختطف من جماعات لا ترى في لبنان سوى معسكر ضخم للفساد والخراب وممر لمخططات الشر.
لبنان ضاع جراء مقامرت حسن نصر اللات، نعم لا شيء يفوق ما ألحقه هذا الشخص وحزبه من خراب وشرور على لبنان، فلولا هذا الحزب وارتهانه لايران وتمسكه بأن يكون خادما مطيعا لمشروع الولاية الخمينية وتحوله لرأس حربة في العداء مع العرب وتخريب الاوطان، لما حدث ما حدث. لو كان لبنان متحررا من قبضة حزب الله ومخططاته لوقف إلى جانبه العرب، ولتعامل معه العالم كدولة وشعب يستحق الكثير من العون.
لبنان وكما يصر حسن نصر اللات انه احد دول (محور المقاومة) يئن وحيداً، ويموت ببطء، فأين هذا المحور؟! هل يمكن للعراق الغارق في فساده وسورية المدمرة بحروبها، والحوثي المتخم بنهب قوت اليمنيين ان يمدوا له يد المساعدة، أم ان إيران المثقلة بعقوباتها واحقادها وازدرائها لكل ما هو عربي يمكن ان تهب لمساعدة هذا البلد المصاب بلعنة التفرقة والمذهبية؟!
اين تشدقات حسن نصر اللات بدعم إيران، وأن إيران مستعدة لدعم لبنان؟! واين حبه للوطن والشعب الذي يتحدث عنه في خطاباته المملة، ألا يستحق لبنان وشعبه أن يتخلى هذا الحزب الارهابي عن اختطافه، ويكف اذاه عنه، ويوقف تدخلاته في عمل الحكومة واستفزازاته للدول العربية؟! ألا يستحق لبنان أن يحظى بحكومة وطنية حرة لا تخضع لإملاءات نبيه بري او حسن نصر الله او الحريري او غيرهم ممن اوصلوا لبنان لهذا الحد من البؤس!
خلال سنوات طويلة حولت طهران لبنان الى معسكر شر تدرب فيه عناصر مليشياتها، وتكفل حزب الله بنقل كل ارهابه الى اكثر من بلد عربي بأوامر ايرانية، وخلال هذه السنوات حول حزب الله بيروت الى منصة اعتداء وتهريب للمخدرات والسلاح، وصوت ايراني خالص للتدخل ومهاجمة الدول الخليجية على وجه الخصوص، ولطالما وعد حسن نصر الله قدرته على تعويض اي خسارة وتقديم كل الدعم للبنان عبر ايران، فيا ترى اين هو اليوم، وأين إيران وأين هرطقاتهم وقد وقعت الكارثة؟ وهل لا يزال هناك من شخص عاقل في البلدان المصابة بلوثة ايران ينتظر اي موقف مشرف من دول ما يسمى (محور المقاومة)، الذي تديره إيران وتبيع الوهم لتلك الشعوب، وتمنحهم فقط الفقر والجوع والموت والدمار والإفلاس.
وهل ينظر الحوثي ويتأمل المصير الذي وصل اليه لبنان جراء الارتهان لملالي ايران، وهل سيتعقل ويفهم الدرس، أم أنه لا يملك من امره وقراره شيئا وسيمضي في عنجهيته وارهابه ليصل باليمنيين الى ابعد مما هو حاصل في لبنان رغم انه فاقه منذ زمن، فاليمن واليمنيون لم يعلنوا انهم فقط مفلسون كما فعلت حكومة لبنان، فهم في الحقيقة منهوبون بقوة السلاح على يد احد متشدقي محور المقاومة "جماعة الحوثي".