30 مليون شمالي أقصى طموحهم أن يفتح لهم الحوثي مطار صنعاء.
بينما 5 ملايين جنوبي حرروا الجنوب وهو ضعف مساحة الشمال وفي ظرف أشهر.
المسألة قطعاً لم تكن بالعدد.
والمسألة ليست قطعاً بالوحدة.
والمسألة ليست قطعاً بالسلاح والحرب والسلام.
المسألة فقط بالأحرار واللا أحرار.
* * *
مأزق أخلاقي يعاني منه الشمال عندما يقلل من بطولية معركة عدن وتضحيات المدينة.
تقريباً لا يوجد بيت في المدينة لم يقدم شهيدا أثناء تحريرها، أو لاحقا، وعلى امتداد الساحل الغربي وصولاً إلى مأرب في الشرق.
آلاف من شبابها سقطوا وهم يقاتلون الحوثي، تضحية لم تقدمها منطقة أخرى (باستثناء تضحيات مأرب وقليلاً تعز).
على الضفة المقابلة سقط آلاف القتلى من صنعاء وهم يقاتلون في صف ميليشيا الحوثي (بالإضافة إلى جوار صنعاء وذمار وإب تشكل هذه المناطق المخزون البشري للحوثي).
المسألة أرقام وتضحيات جنوبية حقيقية قدمت ولا تزال.
وحتى لا يقول البعض إني أجري مقارنة لا موضوعية إليكم مثالا بسيطا:
عشرات المنظمات الحقوقية في الشمال تعمل لخدمة أجندة الحوثي، وقد عطلت التقدم العسكري في الحديدة بذريعة الكلفة الإنسانية والسلام.
والأسوأ من أن هذه المنظمات المرحلية والوظيفية (نشأت مع الحرب ذاتها وتؤدي وظيفة معينة) تعمل على تفكيك تماسك مشروع المقاومة.
مثال آخر:
آلاف المتظاهرين في مدن أميركية وغربية عديدة نزلوا تاييدًا للحوثي وبذرائع مكشوفة مثل فتح المطارات وغيرها من المطالب السمجة.
في أثناء ذلك لم يخرج جنوبي واحد مع الحوثي، لم تشارك منظمة جنوبية واحدة عابرة للحدود في عملية المتاجرة بالسلام أو حقوق الإنسان أو ممارسة الضغط السياسي الممول.
في الشمال عادة شخص واحد ضد الحوثي وألف شخص يعملون معه بطرق مختلفة.
ولهذا لم يحقق الشمال انتصارات على أي مستوى.
طرق هدفها جمع المال وخلط الأوراق والحصول على مبتغى مادي أو معنوي أو وظيفة عامة في النهاية لا تصنع الانتصارات.
والمقارنات عموماً لا تخدم الشمال وما أكثرها وأسهلها.
وبالمناسبة لا يعني هذا أن الجنوبيين لم يرتكبوا أخطاء أو أنهم فوق اللوم، الفارق أن أخطاءهم مرحلية وسلوكيات يمكن تعديلها، بمعنى آخر ليست ثقافة متجذرة كالشمال.
لقد كان الجنوب مختلفا ثقافةً وفكراً وسلوكاً.
اليوم أيضاً يتمايز ويختلف في أدائه للمعركة الحربية، ولاحظوا الزبيدي والتزامه العسكري، يتحدث عن تحرير، بينما بقية شلة الشمال في المجلس والتي تأمل أن يسلم الحوثي سلاحه وصنعاء تتحدث عن السلام.
يأملون ودون أن يتعلموا من دروس الماضي والتاريخ أن يسلم لهم الحوثي كل شيء ثم يعودون إلى طرقهم القديمة في الحكم وإدارة الدولة.
مشكلة الشمال في أخلاقه المنافقة وثقافته القبلية الرجعية الميكافلية.. وفي ادعائه الزائف أيضا.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك