جلال محمد
"الاختيار 3" ملحمة درامية تكشف كارثة الإخوان على مصر
ملحمة وطنية جديدة تمكنت الدراما المصرية من تجسيدها من خلال مسلسل «الاختيار 3» لتؤكد مرة اخرى بأن الفن خير سلاح لمواجهة التطرف من خلال ما يقدمه من معالجة حرفية عالية لجانب هام من فكرة الانتماء للوطن والمخاطر التي كانت تهدد أمن مصر أرضاً وإنسانا، وقدم صورة واضحة عن حجم المؤامرة والمخططات الخطرة التي سعت جهات خارجية بالتعاون مع جماعة الإخوان لتنفيذها.
ما يلفت الانتباه هو الوطنية العالية التي اتسم بها جيش مصر وقوته على تحمل الصعاب ومواجهة الاختلالات ورقابته لكل مصادر المؤامرة، بالإضافة لطول النفس المتزامن مع اليقظة العالية والتمكن من كشف خيوط اللعبة الإخوانية أولاً بأول، وإحباط ما كان يحيق بمصر، ولا يمكن ان نغفل ايضاً النصح المخلص والصادق الذي قدمته قيادة الجيش المصري لقيادة الإخوان كجماعة تصدرت واجهة الحكم، ودعواته لإبعاد المؤسسة العسكرية عن اي تجاذبات سياسية.
دعوات الجيش وسخط الشعب، وتدهور الأوضاع في مصر لم تثر اي اهتمام لدى الإخوان بضرورة التعقل، وفصل العمل التنظيمي عن العمل الرسمي الحكومي، ولذلك شاهدنا وبالصوت والصورة التي يتم بثها في نهاية كل حلقة لاجتماعات المرشد وقيادات الجماعة كيف كان محمد مرسي مجرد فرد ولاؤه للتنظيم قبل الوطن، وكيف كانت سطوة خيرت الشاطر هي الأقوى والأشد أثراً داخل الجماعة ومنها الى كل أروقة المؤسسة الحكومية عدا المؤسسة الصلبة المتمثلة بالجيش والمخابرات والامن الوطني.
ما تقدمه قيادة وزارة الدفاع المصرية وما سمحت المخابرات العامة المصرية بنشره من جرائم الإخوان ومخططهم الإرهابي تجاه مصر، حقيقة أمر في غاية الأهمية، ويمثل ردا عمليا سيبقى في أذهان الشعوب العربية عموماً، ودحضاً لكل الأكاذيب التي روجتها الجماعة الإخوانية عن مظلوميتها واتهامها بالعمالة والارهاب والتخابر، فالتسجيلات واضحة لقيادة الجماعة التي لم تتوان أبدا في اظهار رغبتها في إشعال حرب أهلية واباحة الأراضي المصرية للعناصر المتطرفة من الجماعات الإسلامية والقضاء على كل معالم المدنية والتعددية السياسية والاجتماعية والخصوصية الدينية للشعب المصري.