محمد عزان
تحويل "الحسين المظلوم" إلى "سوطٍ بيد الظالم"!
ليست المشكلة في كون الحسين _رضي الله عنه_ شخصية ذات مقام رفيع في التاريخ الإسلامي، ولا في أن ما تعرض له في كربلاء حدث مأساوي مُدان؛ ولكن المشكلة في أمرين:
أحدهما: التلبيس على الناس بأن حب الحسين واستنكار ما تعرض له، يفرض علينا تصديق الأكاذيب والقصص التي تساق لتهييج عواطف البسطاء، ثم القبول بتحويل "الحسين المظلوم" إلى سوطٍ بيد الظالم يَجلِد به مخالفيه في الرأي السياسي والمذهب الديني! وهذا مسيء للحسين وقضية الحسين.
ثانيهما: استجرار أحداث الماضي وتصنيف الناس على أنهم لا زالوا يمثلون طرفي ذلك الصراع السياسي، الذي وقع قبل قرون من الزمن، وبالتالي يقتلون حاضر حياتنا في استحضار ماضٍ صار بين يدي العدل الحكيم، ولا شأن لأحد منّا به.
يا صديقي لو أن مسلمًا مات ولم يعرف أحدًا من الصحابة أو أهل البيت، لما سأله الله عن ذلك أبدًا.
فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، لا يتعلق تكليفنا بمعرفة أشخاصها ولا ما فعلوا وما تركوا!!
ومن أراد أن يحب هذا ويكره ذاك فذلك شأنه هو، فلا يجعل منه مشكلة تحكم وتعبث في حاضر الشعوب ومستقبل الأمم.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك