جلال محمد
إحباط التمرد في شبوة.. ذريعة الإصلاح للتحالف مع الحوثي
واصلت الأذرع الإخوانية التابعة لخزب الإصلاح اليمني، المقيمة في تركيا، سياسة بث الشائعات، واللعب بأوراق عدة مثل بث الفرقة وخطاب الكراهية ومحاولات شق الصف المناهض للحوثي خصوصاً بعد تشكيل مجلس القيادة، والتحريض على مؤسسات الدولة من خلال فرزها بأسامٍ وانتماءات غير وطنية، كل ذلك وفق أجندة عمل خبيثة أقرت سابقاً تعزيزا لمشروع التخادم الإصلاحي - الحوثي.
فبينما تعزز إيران الهيمنة في المحافظات الشمالية، من خلال ذراعها الحوثي الذي أصبح تابعاً للإرادة والإدارة الإيرانية، واصل حزب الإصلاح -فرع جماعة الإخوان في اليمن- سياسة الكيل بمكيالين، خصوصاً في ظل انكشاف أدوارها الخفية، المتخادمة مع الحوثيين تنفيذا للرغبات الإيرانية القطرية.
سياسة الكيل بمكيالين التي تتعامل بها قيادات الإصلاح جعلتها تصل إلى حد التمرد، ففي السابق سيطرت على الشرعية وكل مفاصلها وأودت بها وبالشعب إلى كل فشل وخسارة، وتمكنت من إطالة امد الحرب في اليمن نتيجة الفساد المستشري في كل قطاع يسيطر عليه الإصلاح، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والأمنية التي تحولت إلى مؤسسة حزبية تدافع عن مصالح الحزب، ونفوذ قياداته، وفقا للحسابات الضيقة، ولهذا ظهر الفشل الذريع والانكسار تلو الانكسار ومرت سبع سنوات من الحرب والدعم والاسناد العربي استفاد منها الإصلاح وحده وختمها بخيبات وخيانات ابتدأت من وادي آل بو جبارة مرورا بنهم والجوف وانتهاء بتسليم مديريات شبوة الثلاث للحوثيين.
الإصلاح الذي يرى في الدولة مجرد وظيفة ومغنم، وفي الجيش أداة لتحقيق مآربه، وطالما اقصى الاوفياء ان لم يغتلهم بحجة التمرد او الخيانة والتذبذب، نراه منذ اعلان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وسقوط هبل الاصلاح (علي محسن) ودميتهم (هادي) نرى الحزب يتخبط بين مواقف تأييد زائفة، واقلام وقنوات حاقدة، وقيادات ميدانية تتمرد كما جرى في شبوة خلال الأسبوع الماضي، عند رفض قيادات اصلاحية تنفيذ قرارت محافظ المحافظة.
يبقى التمرد هو التمرد، لا يمكن تبريره، وعلى الدولة القيام بردع من يتمرد وسحقه، هكذا منطق الإصلاح عندما يكون رفض الانصياع للقرارات من قيادات غير إخوانية، لكن عندما يكون التمرد من قيادات محسوبة عليهم يبدأون في التبرير له بل واصباغ صبغة وطنية نضالية عليه، وهذا قمة الكيل بمكيالين، وقمة الانكشاف للتآمر الذي يحاك ببن تلك القيادات التي سلمت شبوة وحليفهم الحوثي.
لقد نجحت العمالقة في إحباط التمرد، وافشال خطة الإصلاح في السيطرة على شبوة، ولهذا اعتقد أن الإصلاح لن يصمت ولن ترضى قياداته بحرمانه من نفوذها وسيطرتها على مقدرات المحافظة، وما الدعوات المتصاعدة من قيادات وشخصيات محسوبة على الإصلاح للتقارب والتوجه إلى تشكيل حلف مع الحوثيين إلا دليل على نية مبيتة لاستئناف المعارك، وتوسيع نطاق الخيانة ضد شبوة وصولا إلى الساحل الغربي، ولا شك قد نرى تسليم مخطط له لمحافظة مارب.