نبيل الصوفي
مسار النضال الجنوبي.. من أجل بناء قضية شمالية
من 2007 ناضل الجنوبيون، عشت معهم وحضرت فعالياتهم.
والله يعلم وكثير من رفاق نضال ما قبل 2011 يعلمون أني بمقدار ما كنت أساندهم بالنشر في الإعلام، وكان "نيوزيمن" صوتهم، وأول أعداد مجلة "أبواب" كانت عن قضيتهم، فكذلك كنت أنقل تصوري في أي فرصة أقابل فيها أو أحضر مكاناً فيه قيادة الدولة.
وقد وقفت يمين ويسار رجال الدولة الذين تنقلوا مع القضية الجنوبية، من اتهامي بالتطرف معها قبل 2011، ثم تحولوا بعد 2011 يدَّعون أنهم أحرص عليها وأفهم مني.
حضر الوزير أحمد صوفان نقاشاً مع السفير أحمد علي وهو لا يزال قائداً للحرس الجمهوري، ويعرف العميد طارق أني حاولت في 2011 إقناعه بالتفكير بتحالف مع الجنوب لإنقاذ البلاد.
وقبل ذلك وبعده في حضرة الرئيس الأسبق الزعيم علي عبدالله صالح، وسمعت منه الكثير سلباً أو إيجاباً.
قبل ذلك كله، وأنا ما زلت رئيساً لتحرير "الصحوة"، أنا من فتح خطوط التواصل مع قيادات الدولة الجنوبية التي شردتها حرب 94، وعلى صدر صحيفة "الصحوة" كنت أول من نشر صورة رفع علم الوحدة بدون جريمة قص وجه الرئيس علي سالم البيض، وحين ذكرت هذا للرئيس صالح، قال لي إنه لم يوجه بقص صورة البيض وإن البيض واحد من أفضل وأشجع من اختلف معه، ولا داعي لأي تفاصيل.
وحين تأسس الانتقالي، احتفيت به كثيراً، وأنا في صنعاء، وكتبت عن خطورة تمزيق الجنوب.. ورأيت الانتقالي مدخلاً وطنياً للحفاظ على الجنوب موحداً وبطريقة مختلفة عن الوحدة القسرية التي كانت في عهد اليمن الديمقراطية، وحدة تعدد وتنوع.
تقليل الخسائر، تخفيف المواجع هو الواجب، بدلاً من اندفاعة "ملاطمة العميان" التي يسرج لها الغافلون التائهون كل ليل ونهار..
أما موضوع الوحدة مع الشمال من عدمه، فهو اليوم وأولاً بحاجة لرؤية شمالية للنضال داخل الشمال، فالشمال اليوم مخذولاً أسوأ مما عانى الجنوب نفسه.
الجنوب هزم بحرب دولة، والشمال سحقته جماعة أيديولوجية التنطيم الخميني، فسحقت كل ملامحه الوطنية.
ثم بقت نخب الجنوب تناضل وتكافح، لأجل الجنوب.. أما الشمال، فالنخبة التي هزمته كانت تحكمه أولاً، ثم الى اليوم هي مجرد رغوة صابون.. تعيش معارك خارج الأرض والجمهور.
أغلبها نخب فقاعية، لم تعرف للنضال معنى، تنقلت بعد كشوف الرواتب، لم تشارك في مظاهرة ولم تزُر سجيناً، فضلاً عن أنها سجنت.
كل نضالها بوست أو تغريدة.
مع احترامي لكل قدم ويد وعقل وأذن وصوت، تعتز به الحقوق والحريات في كل حين وآن، ومكان وزمان.
لك الله يا شمالنا، ونثق أن نخبتك ستتخلق يوماً بعد يوم.. وستعود إلى ذاتك وتنتصر.