وضاح العوبلي
مفارقات بخصوص فقاعة التصنيع العسكري الحوثي
12 عاماً منذ اندلاع الحرب في سوريا ومع كل ما كانت تمتلكه الدولة السورية من بنية تحتية (علمية وأكاديمية) مدعمة بالمعامل والورش في الجانب العسكري، ومع أن الخبراء العسكريين السوريين كانوا ينتشرون في أكثر من دولة عربية للمساهمة في تدريب وتأهيل جيوشها، الا اننا لم نسمع النظام السوري يوماً يدّعي التصنيع العسكري او يستخّف بعقول أنصاره كما هو حال الحوثيين بين كل فترة وأخرى وهم القادمون من الكهوف والقابعون في دهاليز الجهل والكهانة والخرافات.
12 عاماً لم يتحدث ناطق الجيش السوري بأي إنجاز زائف على مستوى تصنيع الأسلحة، وكانت البراميل المتفجرة هي المنتج الوحيد، ولم يتبنها الجيش السوري أو يتباهى بها، وإنما نحسبها هكذا وفق رواية خصومه.
لم يدّع نظام الأسد تصنيع الطائرات المسيرة، ولا منظومات الصواريخ أرض - أرض، ولا منظومات الدفاع الجوي ولا شيء من هذه التي يدّعي الحوثيون انهم يخبزونها بين الفينة والأخرى في مشهد استخفافي مُهين بعقول أنصار الجماعة، ومثير للسخرية بحق قياداتها.
إيران دعمت النظام السوري كما هو حالها مع الحوثيين، لكن النظام رفض تحويل أراضي سوريا إلى منصة لاستهداف الدول الأخرى بصواريخ إيرانية.
وكلما حاولت إيران نقل صواريخها إلى سوريا، وجدت تحركاتها مكشوفة وتتعرض للضربات الإسرائيلية بمجرد وصولها معبر البوكمال بين العراق وسوريا.
وهذا ربما بتعاون استخباراتي سوري الهدف منه التضييق على إيران وتوفير مبررات خروجها من سوريا بعد أن استكمل النظام السوري استثمار الإيرانيين لهزيمة خصومه في الداخل وهو ما لم يقبل الأسد من إيران أكثر منه.
النتيجة:
يبقى الأسد رجل دولة مهما كان موقفنا منه، بعكس مليشيات الحوثي التي حولت مناطق سيطرتها إلى مسرح مفتوح للحرس الثوري، ومنصة لاستهداف الأشقاء العرب، وهو ما لم يقبله الأسد ضد إسرائيل لأنه يدرك جيداً تبعات وانعكاسات أي خطوة كهذه.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك