العميد ثابت حسين صالح
ما وراء تهديدات الحوثي والإخوان ضد منشآت النفط؟
صعّد الحوثيون من تهديداتهم باستهداف الشركات النفطية الأجنبية العاملة باليمن وخاصة في الجنوب، لإجهاض الجهود المبذولة لتحسين المناخ الاقتصادي والخدمي والمعيشي.
ومن أهمها قرار مجلس القيادة الرئاسي بتشكيل لجنة عليا لإدارة إيرادات المناطق المحررة برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي.
الشركات النفطية الأجنبية العاملة بما فيها شركة توتال الفرنسية تشترط لاستئناف عملها في شبوة أن يكون هناك اتفاق حول القضايا الأمنية، وهو ما استغله الحوثيون عبر تهديداتهم في مسعى للحصول على مكاسب اقتصادية.
النفط والغاز ينتج من مأرب وحضرموت وشبوة، لكن هذه الأخيرة لا تعمل منشآتها وقطاعاتها كافة، أهمها منشأة بلحاف والتي تملك شركة توتال الفرنسية فيها نصيب الأسد وتبدي مخاوف متزايدة بشأن أي هجمات حوثية.
من المقرر أن يستأنف قريبا الإنتاج والتصدير من حقل العقلة النفطي في شبوة والذي يعد أكبر حقول النفط وذلك للمرة الأولى منذ 8 أعوام.
تهديدات منهجية:
تهديدات الحوثي هذه، هي الأولى منذ استئناف عملية تصدير النفط عام 2018.
وقد جاءت هذه المرة ردا على خسارة الإخوان لمحافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز وهو دليل آخر لتعاون خفي وتقاسم للثروات بين التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها.
تزامن تهديدات الحوثي وشائعات الإخوان هي انتقام مشترك لاستهداف حقول إنتاج النفط وموانئ تصديره وذلك ردا على الضربة العنيفة التي شلت يد الإخوان من التحكم في ثروات المحافظات "المحررة".
تحرير محافظة شبوة النفطية من قبضة الإخوان فرض تهديداً حقيقياً على ما تبقى من وجود عسكري لهم وحلفائهم حول حقول النفط في كل من مأرب ووادي حضرموت.
التهديدات الأخيرة، يسعى الحوثيون من خلالها أيضا، لفرض شروطهم لتمديد الهدنة الأممية لا سيما "المرتبات" لأنصارهم، وذلك للهروب من النقمة الشعبية.
كما أنهم يُمهدون لفرض اتفاق يقضي بتقاسمهم إيرادات النفط مع السلطة الشرعية.
حماية المصالح الحيوية:
بعد تحرير شبوة من الحوثيين والإخوان أوكلت مهمة حماية المنشآت النفطية إلى قوات العمالقة الجنوبية بالتشارك مع قوات دفاع شبوة وقوات التحالف العربي.
هذه الحماية تشمل أي هجمات قد تتعرض لها المنشآت النفطية من قبل تنظيمات القاعدة والإخوان أو الحوثية.
الخلاصة:
ينبغي اتخاذ تدابير وإجراءات ملموسة لرفع كفاءة وقدرة قوات الحماية لهذه المنشآت بمختلف الوسائل... للحفاظ على ثروات الجنوب وتسخيرها لصالح شعبه ولطمأنة الشركات الأجنبية والاستثمارية وخلق بيئة ملائمة لنشاطها.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك