عبدالله فرحان
اشتباكات تعز.. تعقب مطلوب أمني أم مواجهة تمرد عسكري؟!!
"تعز.. اشتباكات بمختلف الأسلحة تخوضها الحملة الأمنية ضد المطلوب الأمني غزوان المخلافي"!!
هكذا تطالعنا عناوين الأخبار الرئيسة وتتكرر التصريحات الرسمية منذ يوم الأحد الماضي وحتى اليوم بتوصيف خاطئ وقاصر تم استخدامه لتضليل الرأي العام بطريقة متعمدة لتوصيف الاشتباكات والعمليات العسكرية التي تشهدها مدينة تعز بتوصيفات منتقصة ومسميات متقزمة تحمل مسمى اشتباكات فيما بين الحملة الأمنية ضد المطلوب الأمني الطفل غزوان المخلافي.
الحقيقة هي وبكل أسف بأن "غزوان" عنوان ليس أكثر ومسمى للاستغباء والتضليل بينما حقيقة الموضوع أكبر من ذلك التوصيف بكثير ويتجاوز عملية أمنية للقبض على مطلوب أمني إلى عمليات عسكرية ضد كتائب وقوات عسكرية بقوامها وعتادها وتسليحها الثقيل وتحصيناتها العسكرية وتحظى بدعم وغطاء من قبل جهات توازي مؤسسة الأمن التي أطلقت العملية الأمنية بل وتتفوق عليها في القرار والقوة.
فلم يسبق في تاريخ العمليات الأمنية أن تشكلت حملات أمنية بعشرات الأطقم المسلحة بقوام كتائب وتشاركها عشرات الأطقم من ألوية الجيش وتتقدمها دبابة ومدرعات وترافقها مدفعيات وهاونات لتخوض اشتباكات بالسلاح الثقيل وعلى مدار أسبوع في مواجهة مطلوب أمني محصور في إطار جغرافيا محدودة ببعض الأحياء عند أطراف المدينة الخالية من الجبال العالية والمفتقرة لكهوف التخندق الجبلية.
أعتقد بأننا بحاجة إلى إعادة القراءة للأحداث بطريقة علمية بعيدا عن تبعية عناوين ومسميات الاستغباء لنوصف الأحداث بتوصيفها الحقيقي ونسمي الأشياء بمسمياتها الصحيحة.. كون خروج هكذا قوات نوعية في عتاد التسليح والتجهيزات لعمليات ومهام عسكرية ولفترة اشتباكات قرابة أسبوع لا يمكن أن يكون خروجها أو تتحرك عملياتها إلا لمواجهة قوات عسكرية مكافئة لها عددا وعدة قوامها لواء عسكري وأدناه كتائب أو سرايا عسكرية مسلحة ومجهزة ولها مواقعها وتحصيناتها العسكرية ومدعومة أيضا بغطاء قيادي عسكري يمنحها التحصين ويعيق إصدار قرارات ضدها ويحجب عنها التوصيف بالقوات المتمردة، بل ويعمل على إغفال ذكرها تماما.
وبتضليل متعمد يذهب بعيدا عن حقيقة التمرد والاشتباكات العسكرية إلى اختزال كل ذلك بمسمى حملة أمنية ضد المطلوب الأمني غزوان المخلافي..
بينما حقيقة الواقع الذي يعلمه الجميع يقينا بأن غزوان وفقا للتصريحات الأمنية يتمترس في مواقع وتحصينات عسكرية، مسرح عمليات كتيبتين عسكريتين أو أكثر تابعة لمحور تعز العسكري وتخضع عملياتيا وإداريا وماليا ولوجستيا لقرارات وتوجيهات قيادة محور تعز العسكري وفي نطاق اختصاصاته.
ولم تكن تابعة لغزوان أو تحت سيطرته وهو الأمر الذي يجعل توصيف العمليات التي تتم منذ ستة أيام بأنها مواجهات عسكرية تخوضها قوات الحملات الأمنية في مواجهة كتائب عسكرية متمردة على سلطات الضبط الأمنية وتجعل من غزوان المخلافي شماعة وعنوانا لتقزيم العملية العسكرية والتضليل على الرأي العام واختزال التمرد في اسم وشخص غزوان.
والحقيقة أيضا بأن قيادة المحور هي المسؤولة عن كل ذلك كون عمليات التمرد والمواجهة ضد الأمن تتم في نطاق مسرح عمليات قواتها العسكرية ولم تتخذ أدنى إجراء قانوني إزاء ذلك التمرد.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك