الحاضر يبنى على أفكار الماضي دائما والمستقبل يبنى على أفكار الحاضر والحضارات التي قامت في أوروبا وأمريكا وآسيا الشرقية ما هي الا افكار حملها اجدادهم وورثوها للاجيال القادمة بكل الطرق ثقافية وبيولوجية حملتها جيناتهم الوراثية لتنتقل الى جيل حمل في طياته شغفا كبيرا لتحقيق افكارهم وصناعة حضارة من بين التراب.
اذا رجعنا الى الماضي ورتبنا افكارنا قليلا سنجد انه في فترة من الفترات كانت آسيا الوسطى تعيش فترة من الازدهار الثقافي قلما تجدها في أوروبا او آسيا الشرقية، في حين ان أوروبا وآسيا الشرقية كانتا تعيشان فترات التوحش والهمجية لكنهما رغم ذلك كانتا مصرتين أن يكون لهما وجود حقيقي واكتشفتا ان للعالم كيانا يجب معرفته وتفسير ظواهره الطبيعية وظلت افكارهما تتناقل واستفادتا من كل المعطيات التي قدمت لهما خلال فترات طويلة ليكونا في النهاية رقما صعبا.
في المقابل نحن العرب بدأنا من رأس الهرم وظلت اسيا الوسطى خلال قرون طويلة تنقل الحرب والهمجية والغطرسة والعنصرية والافكار الارهابية التي حبست العالم في قمقم كبير لا يمكن ان نخرج منه.
وفي الوقت الذي كان الآخرون يفتحون اذرعهم للشمس كنا نغلق الابواب والنوافذ لهذه الشمس التي الهمت أينشتاين لاكتشاف نظرية النسبية.
وبدل ان نفكر ونحلل كل الاشياء التي تحدث حولنا كنا حبيسي الخوف من المجهول ومن الله والشيطان والعداوة الابدية والثار للحسن والحسين.
وها هي النتائج جلية نحصد ما زرعه اجدادنا نجني ثمار ما بنوا وأسسوا ثم وجدنا انفسنا اسفل الهرم نتقاتل ونتصارع بدون ان يكون هناك اي سبب فشل تلوى الفشل.
الصورة ليست وليدة اليوم نحن ايضا انتقلت الينا عبر جيناتنا الوراثية.
الخروج من هذا المنعطف يتطلب منا سنوات وقرونا لنغير الفكرة ونسابق الحياة التي سبقتنا.
لوهلة نشعر ان الماضي والحاضر يتكرران ويحدثان في نفس اللحظة ربما تغيرت الاهداف والاسلحة والوجوه لكن السقوط هو نفس السقوط وكأن الماضي يرسل لنا رسائله باستمرار على شكل احداث يتكرر وقعها في العالم العربي.