نبيهة سعيد

نبيهة سعيد

تابعنى على

الأصنام الثقافية ومستنقع الكهنوت

Thursday 15 December 2022 الساعة 02:25 pm

كثير من المثقفين وبعضهم من الأصنام الثقافية التي لها طابور طويل من الأتباع والمعجبين والمطبلين، انغمسوا في مستنقع ما يسمى بكربلاء وثورة الحسين العظيمة باستثناء القلة.

 رغم أنه إذا نظرنا لتلك الأحداث بمنظور واسع بعيداً عن الصندوق والاصطفافات الضيقة لم تكن هناك ثورة. بل صراع على السلطة والنفوذ والغنائم والأسلاب.

 ومثل ما كان يزيد يريد توريث الحكم لأبنائه أيضاً الحسين كان له نفس الهدف.

 فقط الفرق أن بني أمية ذابوا في بنية الآخرين الاجتماعية ولم يتشبث أبناؤهم في حقهم في الحكم بعد زوال ملكهم عكس من يصنفون أنفسهم بعيال الحسين ظلوا متشبثين بما يصفونه بحقهم الإلهي في الحكم فاختزلوا الإسلام وحولوه إلى دين عائلي وبقية خلق الله ينبغي أن يدوروا في فلكهم يقدسوهم  ويصرفوا عليهم ويهدروا دماءهم في صراعات عبثية لا تنتهي.

رغم أنه لم يرد نص قرآني صريح بذلك سوى روايات وتأويلات تناسلت فيما بعد وتم تفصيلها على مقاس هذا وذاك أثناء الصراع المحموم المزمن حول كيفية تقاسم الكعكة وتوزيع المغانم والنفوذ.

*   *   *

بيئة تابعة مسلوبة الإرادة مهترئة بالجهل والتخلف والنفاق والانتهازية والاصطفافات الضيقة أنتجت نخبا ومثقفين على شاكلتها لا دور لهم سوى المساهمة في إعادة إنتاج القبح وتلميعه.

وكثير من الأصنام الثقافية من شعراء وكتاب وإكاديميين وإعلاميين ونشطاء ارتبطت مصالحهم بمنظومة الفساد والظلم ومارسوا تزييفاً وتغييباً ممنهجاً للوعي منذ فترة طويلة وعملوا دائماً على صناعة الوهم وتسطيح الواقع ولم يجرؤ الكثير منهم على الإشارة بوضوح إلى معضلة اليمن المزمنة.

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتبة على صفحتها في الفيسبوك