أصدرت الدول الأوروبية وأمريكا خلال 2022 عشرات البيانات والتصريحات والدعوات التي تحث جماعة الحوثي للانخراط في عملية سياسية جادة وشاملة وحقيقية تجنب اليمن ويلات الحرب والدمار المستمر منذ انقلاب الجماعة وسيطرتها على مؤسسات الدولة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الطرف المتعنت والمعرقل لأي جهود لإنهاء الحرب، فالدعوات التي وصلت حد التوسل للحوثيين باتت مخزية بحق المجتمع الدولي ومؤسساته الذي يدرك تماماً استحالة تحقيق السلام مع جماعة لا تؤمن إلا بالقتل وثقافة الموت، وهو ما يحتم تغيير النهج الذي يتعامل به المجتمع الدولي مع هذه الجماعة ويفرض اتخاذ تدابير حاسمة تنهي سيطرتها على ما تبقى من اليمن وتخلص الشعب اليمني من السجن الكبير الذي وضعهم الحوثي فيه خدمة لمخططات إيرانية خبيثة ومتطرفة.
وبرغم كل المؤشرات التي ظهرت للداخل والخارج جراء التعنت الحوثي، إلا أنه وللأسف ونحن في نهايات العام السابع من الحرب في اليمن، لا نرى أي توجه من قبل المجتمع في تغيير تعامله مع الحوثيين ومموليهم في إيران وغيرها من الدول التي تتفق مخططاتها التخريبية مع القاتل المأجور في اليمن "جماعة الحوثي"، فمواقف الدول الكبرى على الأرجح هي نفس المواقف التي تبنتها سابقاً ويبدو أنها سوف تستمر من عام لآخر ما لم يحدث تغيير حاسم في توجهات النخبة الحاكمة فيها. ولذا، فإن سياسات هذه الدول تجاه اليمن في عام 2023، سوف تكون على الأرجح استمراراً لتلك التي تبلورت في عام 2022، وامتداداً لذات السياسة المريبة التي كما يبدو تريد لليمن أن يبقى في حالته الرمادية القائمة بين اللاحرب واللاحسم واللاسلم.