جلال محمد
سهام الشرق.. استمرار لجهود اليمنيين والإمارات في سحق بؤر ثالوث الإرهاب
لعب التحالف العربي في اليمن، وخصوصاً دولة الإمارات على وجه الخصوص، دورًا حيويًا في دعم تطلعات الشعب اليمني والحكومة اليمنية في حربهم ضد كل من تنظيم القاعدة والمتمردين الحوثيين وغيرهم من جماعات الإسلام السياسي التي أحالت اليمن إلى مستنقع خراب واستحواذ، وساحة لحروب الوكالة التي تمولها دول إقليمية معروفة.
فخلال سنوات الحرب الثمان التي يشهدها اليمن جراء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، قدم التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات كل سبل الدعم والإسناد للقوات اليمنية بغية استعادة اليمن، وكان للإمارات العربية المتحدة دور بارز في كسر جماعة الحوثي في أكثر من جبهة نتيجة اعتمادها سياسة ناجحة في مواجهة الانقلاب من خلال اعتمادها على مكونات تحظى بالدعم المجتمعي ولديها الرغبة الحقيقية في التخلص من ربقة الانقلاب والتنظيمات الإرهابية، وكان الجندي الإماراتي جنباً إلى جنب مع أخيه اليمني في خندق الدفاع عن ما تبقى من اليمن وحققا معاً نجاحات لافتة لا تخفى على أحد، الأمر الذي أدى إلى تقويض نفوذ القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وخفض التهديدات الحوثية للأمن البحري في مضيق باب المندب، ما أسهم إسهامًا إيجابيًا في الأمن الإقليمي والدولي.
خلال السنوات الماضية قام الإماراتيون بتدريب قوات عسكرية من محافظة حضرموت، مثل قوة النخبة الحضرمية وقوات الحزام الأمني التابعة لها، وحشدت قوة قوامها 12,000 مقاتل تمكنوا من طرد قوات القاعدة من المكلا بحلول أبريل 2016. ومنذ ذلك الحين، استخدمت القوات المدعومة من الإمارات المكلا كمقر مركزي لتوجيه العمليات العسكرية ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وهو ما أدى في النهاية إلى تحسين الوضع الأمني بشكل كبير.
وفي أغسطس 2022 أطلقت قوات المجلس الانتقالي عملية أخرى لملاحقة وتتبع التنظيمات الإرهابية خصوصاً في محافظة أبين، وأسميت تلك العملية (سهام الشرق) وحققت نجاحات كبيرة وتمكنت من السيطرة على مديرية المحفد التي كانت تعد أحد أهم معاقل تنظيم القاعدة في محافظة أبين، وبرغم ما تم تقديمه من تضحيات في سبيل التخلص من الإرهاب وتجفيف البؤر الإرهابية التي تقاطعت أهدافها مع أهداف الجماعة الحوثية وجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن هذه العمليات المضادة للإرهاب أغضبت المجموعة الإرهابية التي حاولت استهداف اليمن عموماً والمحافظات الجنوبية خاصة، والقوات المحلية المسنودة من التحالف العربي، وتضافرت جهود تلك الجماعات المتضررة مصالحها المتمثلة في بسط سيطرتهم وسلطتهم قسراً على اليمن واليمنيين وشرعت منابرهم الإعلامية وما زالت إلى اليوم، في مهاجمة الإمارات والعمالقة وقوات الانتقالي والمقاومة الوطنية وكل من يسعى لدحر العنف والانقلاب والإرهاب، ولا غرابة مطلقاً في موقفهم فثالوث الموت (الحوثي، الإخوان، القاعدة) لا يريد لليمن أن يستقر مطلقاً كون استقرار أي منطقة في اليمن تعني قطع السبل أمام هذه الجماعات من الاسترزاق والعمل كقاتل مأجور منفذ لمخططات الخارج.
وكما تم خنق الإرهاب وملاحقته في المحافظات الجنوبية، لعبت الإمارات دوراً حيوياً في كسر الانقلاب ومنعه من ابتلاع المحافظات الشمالية وتحويل الممرات المائية إلى بؤر إرهابية لتعطيل الملاحة الدولية تنفيذاً للمخطط الإيراني، وتضافرت جهودها مع جهود القوات المشتركة المرابطة في الساحل الغربي والتي كادت قاب قوسين أو أدنى من اقتحام مدينة الحديدة وتخليص أهلها من براثن الحوثيين، وإنهاء الابتزاز الحوثي المستمر للمجتمع الدولي وتهديداته بعرقلة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، إلا أن التآمر الذي قادته (الشرعية) آنذاك ضد هذه القوات والحسابات الشخصية الضيقة التي تعامل بها أحد مكونات الشرعية حينها حرم اليمنيين والعالم من الخلاص.
واليوم ومع انطلاقة (سهام الشرق 2) ضد التنظيمات الإرهابية، نسمع ذات الأصوات السابقة وبنفس النغمة الماضية تهاجم القوات التي تدك معاقل الإرهاب، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على مدى التخادم بين ذلك الثالوث (الحوثي، الإخوان، القاعدة) وخوف كل طرف منهم على سحق الآخر، لأن ذلك يعني عرقلة ونهاية بائسة لهم ولمخططهم الإرهابي.