خالد بقلان

خالد بقلان

تابعنى على

الحوثي وإيقاف تصدير النفط

Thursday 05 January 2023 الساعة 08:16 am

يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم يقدم الحوثيون على استهداف الموانئ في إطار توجههم لمنع الحكومة الشرعية من تصدير النفط من محافظة شبوة ومحافظة حضرموت؟!

إن مثل هذه الخطوات التي أقدم عليها الحوثيون بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي واتخاذه لسلسلة من القرارات التي قضت بتشكيل لجنة عسكرية عليا، والمجلس الأعلى للقضاء والتعديلات الوزارية المهمة وتعيين محافظين لعدة محافظات تؤكد أن هناك مصالح مشتركة كانت تمر فيما سبق ورأت أن "الرئاسي" سيتجه في وقفها بالإضافة لتخوفها من الخطوات التي أقدم عليها "الرئاسي" في الاتجاه الذي ينذر بالهزيمة ويمثل خطوات أولية نحوها...!!

إقدام الحوثي على مثل هذه الخطوة التصعيدية التي تهدف لضرب الاقتصاد وتكبيل مجلس القيادة وإفشاله في تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والإيفاء بالتزاماته وتمويل أي عمل عسكري قد يقدم عليه، هذا يدل على حالة الخوف التي أصابت الحوثيين ومدى شعورهم بأن الهزيمة قد اقتربت.

لكن مثل هذه الخطوات التصعيدية المباغتة من قبل الحوثيين، لا يمكن قراءتها فقط من جانب سعيهم في إرباك المشهد وإفشال مجلس القيادة وحسب، ولكنه يبين أن ما قبل تشكيل مجلس القيادة ليس كما بعده وأن هناك مصالح مشتركة كانت تمرر من تحت الطاولة ويصل للحوثيين نصيبهم منها...!

خصوصاً أن إقدام الحوثيين على هذه الخطوة أتى بعد أحداث التمرد التي شهدتها عتق عاصمة محافظة شبوة.

رغم أن مبيعات نفط حضرموت كانت تذهب لحساب الحكومة في البنك الأهلي، إلا أن استهداف ميناء الضبة ومن ثم ميناء قنا تبين أن الهدف رفض لأي عملية استئناف لتصدير الغاز المسال عبر ميناء بلحاف، وكذلك إيقاف تصدير نفط شبوة أو أي محاولة لإعادة إنتاجه، لأنه فيما سبق كان هناك سرب من المقطورات تنقل كميات كبيرة من مأرب إلى شبوة ومن شبوة إلى مأرب، وعائداتها لا تذهب إلى البنك المركزي في عدن وجزء منها يذهب لمناطق الحوثيين.

لسنا هنا بصدد التشكيك أو توزيع التهم، لكن ما أقدم عليه الحوثيون بعد الخطوات التي اتخذها مجلس القيادة توضح أن هناك مصالح مشتركة كانت ماثلة فيما سبق مجلس القيادة والواجب بقاؤها هكذا يريد الحوثيون.

وأعتقد أن مثل هكذا تصعيد يجب أن يقابله رد حازم وخطوات جريئة من قبل مجلس القيادة، أهمها التوجيه للحكومة بوقف تغطية السلع والمواد أيا كانت والتي تذهب لمناطق سيطرة الحوثي وعلى الجهات المستوردة تغطيتها بالدولار وليس الحكومة.

لأنه من الخطأ تغطية الحكومة لمواد وسلع تذهب لمناطق سيطرة الحوثيين بالدولار، ويجب أن يتم توضيح ذلك للجهات الأممية والإقليمية بأن جزءاً كبيراً من مبيعات النفط الذي تم إيقافه بسبب تهديدات الحوثيين تذهب لتغطية السلع والمواد الغذائية التي تستوردها مجموعة بيت هائل سعيد، وتغطي جزء منها مناطق الشرعية والجزء الآخر يذهب لمناطق الحوثيين.

لأن المداهنات وبقاء الحكومة لتغطية أي شيء بالدولار وهو يذهب لمناطق سيطرة الحوثيين، يعتبر خيانة وجريمة بحق كل من يرفض ويقاوم الحوثية كـ جماعة أتت من خارج العملية السياسية وهدمتها وأحلت نفسها سلطة باسم الله والحق الإلهي.

نأمل أن تتخذ إجراءات من قبل مجلس القيادة بشكل سريع في الاتجاه الذي يبدد تصعيد الحوثية، ويدفع نحو عودة تصدير النفط واستئناف تصدير الغاز المسال، وإعادة تنظيم نقل وشحن نفط صافر، من خلال مناقصة وليس الاحتكار كما هو واقع الحال المزري والذي يتم في مأرب بشكل عبثي وكأن هذه الثروة ملك خاص أو حصر على كتلة ما قبل الرئاسي، والتي تسببت بشكل كبير في الفشل وأسدت لجماعة الحوثي خدمات ومنحتها فرص للهيمنة.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك