محمد العلائي

محمد العلائي

تابعنى على

الإمامة والخلافة والفتنة المشؤومة

Sunday 05 March 2023 الساعة 06:15 pm

"وإن الكلام في الإمامة مثار فتنة يُخشى ضرره ولا يرجى نفعه الآن".

هذه العبارة قالها الشيخ محمد عبده (مفتي الديار المصرية) لتلميذه محمد رشيد رضا، قبل أكثر من مئة وعشرين عاماً، ناهياً إياه أن يجعل التعريف بالإمامة والخلافة من أهداف مجلة المنار.

ولا يبدو أن تلميذه قد امتثَل لهذا النهي!

فقد كان رشيد رضا أحد أقوى الأصوات المنادية بتنصيب إمام وخليفة للمسلمين. 

وكان لا يفرق بين اللفظين، ولعله استحسَن لفظ الإمامة على الخلافة، ذاهباً في تخيلاته حول هذه القضية مذاهب شتى.

وكان على التزام ساذج بما قرأ من شروطها في كتب الفقه السنية، منحازاً ومتعصباً على وجه الخصوص إلى شرط قُرشية الخليفة، دون أن يهتم بكيفية تحويل ما يتخيله إلى واقع.

وفي كتاباته، كان يعرب عن أمله في تشكيل جماعة من الخواص يسميها "أهل الحل والعقد"، وفقاً لما استقر في ذهنه عن آليات تنصيب الخليفة والإمام لدى المسلمين. 

وظلت الحسرة تأكل قلب هذا الشيخ (الحسيني نسباً السنّي مذهباً) عندما كان يلاحظ عدم وجود حالة كهنوتية من الامتثال لرجال الدين بين أهل السنّة شبيهة بما كان يلاحظه لدى الشيعة. 

وقد عبَّر رشيد رضا عن هذه الحسرة قائلاً: "ولا يوجد في علماء أهل السنة مجتمعين ولا منفردين من يبلغ في الزعامة واتباع الشعب له مبلغ مجتهدي علماء الشيعة، ولا سيما متخرجي النجف منهم، فأولئك هم الزعماء لأهل مذهبهم حقًّا، ويقال: إنهم أفتوا في هذه الآونة بتحريم انتخاب الجمعية الوطنية، التي أمرت بها حكومة الملك فيصل لإقرار المعاهدة بين العراق والدولة البريطانية، فأطاعها البدو والحضر من الشيعة".

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك