حسام ردمان

حسام ردمان

تابعنى على

تقارب السعودية وإيران وتنامي دور الصين

Sunday 12 March 2023 الساعة 06:03 pm

لا يمثل التقارب السعودي الإيراني سابقة إقليمية؛ إذ لطالما مال النظامان إلى فتح قنوات الحوار عندما كانا يشعران بحدوث تغير عميق في البيئة الدولية والإقليمية، يقابله جمود سلبي في البلدان التي تمثل ساحات للصراع بالوكالة بين الطرفين (العراق ولبنان سابقا، ثم سوريا واليمن بعد 2011).

كما أن هذا التقارب لا يشكل مفاجأة -إلا للذين كانوا يعتقدون أن الصراع بينهما إيديولوجي وليس استراتيجيا.

فقد سبق البيان الثلاثي لتطبيع العلاقات خمس جولات رسمية من الحوار طوال العامين 2021-2022، وكان يفترض بهذه الجولة السادسة أن تتم في العام الماضي لولا أن الرياض آثرت التريث على وقع الأزمة الداخلية الإيرانية وعلى وقع المتغيرات التي قد تسفر عنها الحرب الأوكرانية.

إن المتغير الجديد في هذا الحدث، والذي يستحق الالتفات والدراسة؛ هو تطور الدور الديبلوماسي الصيني في الشرق الأوسط على نحو يمكنها من صياغة تفاهمات إقليمية باعتبارها وسيطا موثوقا لدول المنطقة -وهو الدور الذي فشل فيه الغرب- وتخلي بكين تدريجيا عن سياسة "التحوط الاستراتيجي" باتجاه دور جيوسياسي أكثر وضوحا وتوسعا، يتجاوز البعد الاقتصادي نحو البعدين السياسي والعسكري.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك