أحمد نويهي

أحمد نويهي

تابعنى على

المسؤولية الاجتماعية

Friday 07 April 2023 الساعة 10:15 pm

واحدة من استراتيجيات العمل الإنساني المشترك وتعني تنفيذ الكثير من الالتزامات التي تعود بالنفع والفائدة على المجتمع برمته بما في ذلك الاهتمام بالإنسان وتلبية احتياجاته أينما كان.

وتبني مفهوم المسؤولية الاجتماعية هو أكثر من كونه عملاً خيريا تقدمه المنظمات أو الشركات أو التجار بمختلف مستوياتهم هو عمل تنافسي على الوصول للناس وتحقيق الحد الأدنى لهم من فرص العيش بكرامة وحفظ ماء الوجه. 

والرسائل التي تبثها الخلية الإنسانية (للمقاومة الوطنية) حين دشنت برنامجها الرمضاني الواسع (في الساحل الغربي)، حيث شملت قطاعات وشرائح اجتماعية تعيش تحت خط الفقر المتزايد كان قد تضمن الوصول للمعاقين ومرضى السرطان في المستشفيات ودور العجزة والمحكومين خلف قضبان السجون. 

الناس تعاني الأمرين وتواجه مخاطر تكاد تدفع أرواحها ثمناً للوصول لشرنقة وحبة إسبرين ووجبة تحقن الأمعاء الخاوية، بسبب الحرب التي تشنها مليشيا الحوثيين على البلاد للسنة الثامنة على التوالي والحصار الخانق الذي تفرضه على الناس الذين فقدوا مرتباتهم وبيوتهم وأصبحوا بين ليلة وضحاها مشردين ومهجرين.

 إذ تنتشر مخيمات النازحين على طول وعرض خارطة البلاد.

 وبحسب منظمات دولية ومحلية فقد فاقمت سنوات الحرب أعداد الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية إلى21 مليون يمني يعاني مليونا طفل منهم سوء تغذية.

تبرز هنا المسؤولية الاجتماعية كعمل طوعي يؤسس لمشروع يعيد للإنسان اعتباره. 

الجهود الإنسانية هي ما يبقى في ذاكرة الزمن وفي حنايا الروح المنهك بمتلازمات الفقر والعوز والحاجة.

أعظم ما أنجزت الخلية الإنسانية إطلاق عدد من المحكومين من السجون، هؤلاء الأسرى المأسورين بصفد الديون والصفقات الخاسرة في مضمار سوق لا يرحم.

 الإفراج قرار إنساني اتخذته الخلية في هذا الشهر العتيق كامتداد لأعمالها التي تعني الوصول إلى مختلف الشرائح المنسية والمغيبة خلف جدران العَزل، يرمم ويرتق شقوق الروح، عودة الناس إلى أسرهم يعزز الألفة ويحميها من الاندثار.

 هؤلاء المعتقلون بأحكام قضائية وديات وأروش جنائية وديون بسبب انهيار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أثناء الحرب وما تلاها، البعض من المحكومين قضى سنوات تربو وتزيد عن عشرات السنين حين كان بعضهم يواجه أحكام إعدام. 

سلاسل الإمداد التي تواصلها الخلية من الساحل بمديرياتها المحررة وصولاً إلى تعز بمديريات المدينة المحررة أيضاً تجسيد حقيقي لمعاني المسؤولية الاجتماعية التي يتوجب على الشركات والمؤسسات الوطنية القيام به ونشره ليصبح تنمية مستدامة تخدم المجتمع وتحقق الحد الأدنى من العيش الكريم للناس الذين تقطعت بهم السبل وانعدمت أمامهم فرص النجاة.

تنمية المجتمع وتحقيق الاستدامة ذلك عهد تضمنه عمل الخلية وما أعلنته من خلال شق طريق تعز_المخا إلا واحد من مشاريع التنمية المستدامة وحفر عشر آبار إرتوازية لإغاثة المدينة بالمياه التي تعاني حصارا جائرا وتواجه خطر الموت عطشاً.

الترميم ليس عملاً دعائياً وتضميد ما تهتك، بل هو العمل بمصفوفة اجتماعية تحقق هدف الوصول لتخفيف معاناة الناس، بل الوصول لتجفيف منابع الفقر والعوز. 

بوركت الجهود.