عبدالله فرحان
كتابات للتاريخ.. هؤلاء من سهلوا للحوثي إسقاط الدولة
إلى أصحاب النغمة القديمة:
(عفاش سلم صنعاء للحوثي وأسقط الدولة)..!
اخبروني فقط ايش كانت صفة صالح عندما تقولون بأنه تحالف مع الحوثي واسقط الدولة.. هل كان القائد الأعلى للقوات المسلحة أم رئيسا للجمهورية أم وزيرا للدفاع؟
ألم يكن هادي قائدا أعلى للقوات المسلحة ورئيسا للجمهورية وكان علي محسن مستشاره العسكري وقائدا لأهم معسكرات الفرقة التي كانت حينها ما زالت في صنعاء؟
ولم يصدر من أي منهما أو من وزير الدفاع اي أمر لوحدة عسكرية لمواجهة الحوثي، بل على العكس من ذلك فلقد كانت توجياتهم بالاستقبال والتسليم..!
ولمن أراد أن يتذكر حقيقة ذلك فليعد لخطاب هادي بعمران عند استقباله للحوثي وتوجيهاته لوزارة الدفاع ومجمع الدفاع بالعرضي بمنح اللجان الثورية برئاسة محمد الحوثي حق الدخول إلى مجمع الدفاع للاشراف ومراقبة الاداء..!
ولتعودوا أيضا إلى توجيهات "الترب" وزير الداخلية الاصلاحي حينها الذي ذهب إلى وزارة الداخلية لاستقبال الحوثي ثم تحرك معهم إلى مطار صنعاء ووجه قوات الداخلية بالتسليم للحوثي وانهم اخوانهم الثوريون الشرفاء..!
وقد يقول قائل مكارح ومكابر ومفبرك للحقائق بان الجيش لم يكن يأتمر بأمر هادي.. وهو قول الجحود والنكران كون اوامر وقرارات هادي العسكرية التي كانت تستهدف "صالح" جميعها تم تنفيذها حرفيا.
فكان لهادي قرار أقال فيه احمد علي صالح من قيادة الحرس الجمهوري وتم التنفيذ وقرار آخر كان مصيريا ومفصليا أقال فيه محمد صالح الاحمر من قيادة الدفاع الجوي ورغم الرفض الا ان إصرار هادي على ذلك جعل القرار يدخل حيز التنفيذ وبالقوة وليحل بدلا عن صالح الاحمر في قيادة الدفاع الجوي قائد آخر بترشيح وقرار فعلي من علي محسن الاحمر وحزب الاصلاح وتحت توقيع هادي..!
هادي اصدر قرار الهيكلة للجيش الهادف إلى تشتيت قوات الحرس الجمهوري وهو القرار الذي مهد لتسليم صنعاء للحوثيين وهو القرار الذي تم التنفيذ في معسكرات الحرس وتم تشريد القوات من معسكراتها مع الابقاء على قوات علي محسن الاحمر في معسكرات الفرقه رغم ان القرار شملها.
قراران هما الأصعب على "صالح" وحزب المؤتمر اصدرهما هادي وكان يدرك بان صالح سيرفضهما وسينجر إلى الصدام ولكن قوات هادي نفذتهما وكان الاول بخصوص اقتحام ومداهمة قناة "اليمن اليوم" ونهب معداتها واعتقال طاقمها واغلاقها.. وبقوة السلاح تم تنفيذ ذلك القرار التعسفي.
القرار الثاني كان مداهمة واقتحام "جامع الصالح" وطرد واعتقال حراسته واعتلاء القناصة التابعين لعلي محسن وحزب الاصلاح رأس منارات المسجد لتطل فواهات رشاشاتهم على "منازل صالح" وجماعته.
تلاه قرار منع صالح من اقامة فعاليات حزب المؤتمر في ميدان السبعين وتحويله إلى ميدان لفعاليات هادي وحزب الاصلاح.
وجميعها قرارات مفصلية واستفزازية ضد صالح ومع ذلك تم تنفيذها.
عند حروب الحوثي ضد القشيبي في عمران وجه هادي الامر إلى الذفيف قائد اللواء ال 9 في صعدة بان ينتقل مع قواته إلى عمران وكان هادي يدرك بان اللواء التاسع موال للحوثيين وكان قرار هادي يهدف إلى نقل اللواء إلى عمران لمؤازرة الحوثيين.
وكان هادي يصف معارك عمران بانها بين طرفين هو وسيط للصلح بينهما..!
هادي اصدر سلسلة من القرارات العسكرية غيرت مسمى المناطق العسكرية وعين لها قيادات جديدة معظمها مرشحة من قبل علي محسن وحزب الاصلاح واخريات فيما بعد فرضتها جماعة الحوثي بقرارات من قبل هادي واطاحت جميعها بكل قيادي عسكري كان بينه وبين صالح مجرد صداقة أو تعارف.
المبعوث الاممي جمال بنعمر الذي كان متحاملا جدا ضد "علي صالح" خلال عامي 2014 _ 2015 وفقا لتوجه دولة قطر.. فقبل فترة قصيرة من الان ادلى بتصريح مخالف تماما للسابق ويبدو بانه اتى نتاجا لتأنيب الضمير.. تحدث فيه عن اجتياح الحوثي صنعاء، وقال: الرئيس هادي ووزير دفاعه هل اصدر امرا أو توجيها لجهة عسكرية بان تدافع عن صنعاء وهي لم تنفذ؟ واضاف: هذا سؤال مهم يجب معرفة الاجابة عليه."
ويبدو بان بنعمر يشير وبوضوح إلى عدم صدور أي اوامر من قبل هادي أو الحكومة لاي جهة عسكرية للتصدي لجماعة الحوثي بل ولربما كانت التوجيهات للترحيب وهو ما اكده ترحيب وزير الداخلية.
اعطوني صورة لبرقية وجهها هادي إلى لواء أو كتيبة أو حتى نقطة عسكرية امرها فيها للتصدي لجماعة الحوثي وتم رفضها.
ختاما، فهل لكم ان تخبروني من هو صاحب القرار الذي سلم صنعاء للحوثي في العام 2014 _ 2015 وكان جزء من سيناريوا هذه الكوارث التي نعيشها اليوم؟
واما قصة سقوط الدولة فسقوطها فعليا كان في العام 2011 وتم قتلها وتشييعها في تفجير مسجد دار الرئاسة ليحل الارهاب والفوضى بديلا لها وهو التفجير الذي فرش الارض ورودا للجماعات الارهابية ولجماعة الحوثي.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك