محمد العلائي
اليمن الحديث وكلمة التوحيد "الجمهورية"
انتَقَل اليمن خلال القرن الماضي -على مراحل- من حالة التجزئة السياسية المزمنة والموروثة إلى الدولة الوطنية القُطرية الموحدة عام 1990م.
لكن حالة التجزؤ القديمة تلك، المتعددة الأحجام والأنواع، وعلى الرغم من بشاعتها في الواقع، إلا أنها كانت تحمل في داخلها البذور الواعدة للتوحيد الوطني عبر صيرورة تاريخية كبرى معلومة الاتجاه.
لقد كان اليمن الكبير هو الأفق الذهبي الذي أخذتْ تنمو باتجاهه مختلف الحركات والأفكار والآمال.
في ظني ليس هذا هو الحال اليوم!
* * *
"الجمهورية" لا غيرها هي كلمة التوحيد بالنسبة لليمن الحديث، هي قاعدة اجتماعه السياسي، ومبدأ تمدنه، ومحور التفاعل والاتصال التكويني الخصب بين مواطنيه.
إن الفرق بين "الإمامة" و"الجمهورية" لا يقتصر على اللفظ والمفهوم، وإنما يتعداهما إلى التجربة التاريخية المحسوسة التي نقشت أثرها في الأرض وفي البشر، تجربة موثقة ومعلومة بحدودها في الزمان من البداية إلى النهاية.
بفضل تلك التجربة، أصبح بمقدورنا أن نتحدث عن الجمهورية دون الإحالة بالضرورة إلى مؤلفات شيشرون أو أفلاطون أو أرسطو أو جان بودان أو مونتيسكيو أو روسو.
يكفي فقط أن نقول هكذا:
الجمهورية هي الفترة التي قبلها ظلام وبعدها ظلام.
الإبقاء عليها اسماً في صنعاء حتى اليوم، ليس أكثر من حيلة واهية عاجزة عن حجب حقيقة الإجهاز عليها في الواقع، وبشكل جذري،
على المستويين المادي والمعنوي.
*جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك