محمد عبدالرحمن
الناس وهموم الغد.. مناسبة "الولاية" بعد العيد مثالاً
تعددت هموم الناس في الشمال وأثقلت متطلبات المعيشة كواهلهم، ومع الأعياد تزيد حمولة المتطلبات، ولا شيء يمكن أن يخفف عنهم تلك المشقة وضجر الحياة وهمومها، فالحوثي يتربع على عرش السلطة يحصي الإيرادات ويمنع النفقات، إلا فيما يخص مناسباته وفعالياته الطائفية والعنصرية.
ينشغل الناس في الشمال بكيفية استمرار الحياة بحدها الأدنى، ويضاعف الحوثي عليهم العناء بمحاولاته اشغالهم في فعالياته الطائفية والممتدة طوال العام، غير مكترث لأحوالهم وظروفهم والالتفات لتحسين مستوى معيشتهم، وهو ما يزيد من العبء على الناس نفسياً ومعنوياً، حتى أصبحت تلك المناسبات والفعاليات أكبر هموم الناس لما يرافقها من تعبئة وتحشيد بالقوة.
في هذه الأيام ومع انشغال الناس بالبحث كداً وتعباً لتوفير ما أمكن من متطلبات عيد الأضحى، ينشغل الحوثي وبوتيرة كبيرة لتجهيز فعالية يوم الولاية والتحشيد لها والتهيئة من حيث اللافتات العملاقة في الشوارع، واللواصق والمطبوعات المتنوعة.
عيد الأضحى على الرغم من متطلباته الكبيرة على الأسرة اليمنية، إلا أن مناسبة يوم الولاية التي يقيمها الحوثي كل عام، والتي تتزامن بعد عيد الأضحى، ويستغلها بشكل يهدف إلى تكريس أحقيته بالحكم والسلطة، أصبحت هذه المناسبة تتربع على عرش هموم الناس، وتشكل لهم حالة نفسية ربما تفسد عليهم فرحة العيد وتسرق وقتهم مع ذويهم في مقابل العمل والاستعداد ليوم الولاية الحوثية.
يكرس الحوثي كل المناسبات التاريخية الدينية التي يمكن استغلالها لدعم مشروعه الطائفي بغطاء وستار ديني، يتلاعب في تفاصيل التاريخ وتوجيه الأهداف لتلك المناسبات فيما يحقق له مصلحة واستنادا شرعيا دينيا يمكنه من الحكم والسلطة، ولا ينفك من ترك أي شاردة أو واردة في التاريخ الإسلامي إلا ويسلبها الحقيقة ويعمد إلى تحريفها ومن ثم تقديمها بقالب جديد ومؤثر لضمان نجاح وصولها إلى عقول الناس.
في هذا الصدد كان أحد الإخوة يمكن إطلاق عليه اسم أمجد عبدالله، يتداول مع أحد جيرانه حديثاً مطولاً عن الأوضاع في اليمن وغيرها، حتى وصل الحديث إلى يوم الولاية الحوثية، حينها وضع أمجد يده على رأسه وصاح: يا همتااااه.. يوم الولاية بعد العيد. وأردف حديثه: ليش عاد العيد.. هذا قده جنان.. تعبنا والله.