محمد العلائي
اليمن.. نازلة النوازل القاصمة وصك تمليك "الإمامة"
لدى حركة "طالبان" الإسلامية المتشددة (في أفغانستان) قصة أقوى ألف مرة من قصة الجماعة اللي هنا (في اليمن).
فـ"طالبان" بوسعها أن تفخر بأنها هزمت أمريكا وحلف "الناتو" وأجبرتهما على الانسحاب وأسقطت الحكومة الأفغانية الموالية للاحتلال الأجنبي وبسطت سيطرتها على كامل التراب الوطني من شرقه إلى غربه.
ومع ذلك غالبية الشعب الأفغاني -المحبين للحياة- لا يرون خلاصهم في جماعة ظلامية كهذه، وإنما يرون فيها عقاباً قاسياً ونازلة من النوازل القاصمة.
أما هؤلاء في اليمن، فالواقع يشهد بأنهم عقاب قاسٍ ونازلة من النوازل، وفوق ذلك فهُم يفتقرون إلى قصة "وطنية" كبيرة تضاهي قصة الحركة الأفغانية المتطرفة.
وحتى لو امتلك هؤلاء مستقبلاً قصة في اليمن كتلك القصة، ولا يبدو أنهم سيمتلكونها، فلن تغير من كونهم نازلة وبلية وعقابا، وذلك بالنظر إلى طبيعة الفكر والتكوين، وطبيعة الروح المحركة، وبالنظر إلى التجربة الحية على مدى سنوات.
وعليه:
فلا فرق إطلاقاً بين أن يقتصر نفوذهم على جزء من البلاد أو يمتد على البلاد كلها: فالنتيجة واحدة!
كلام اعصبوا عليه..
وخلاص ما ذلحين قالوا: عيد الله، كل عام والجميع بخير.
* * *
مَن يَنسُب منطقة يمنية إلى الزيدية، فيقول "المنطقة الزيدية"، فكأنما يعطي "الإمامة" صكّ تمليك بهذه المنطقة، أراد ذلك أو لم يُرد، لا سيما في هذه المرحلة.
الأسوأ أن هناك من كانوا يظنون أنهم بهذا الصكّ، الذي كانوا يقدمونه طوعاً، قد فعلوا ما يكفي لفصل مصير منطقة كهذه وَمَنْع ما يعتمل فيها من أن يؤثِّر على الحياة والمصير في باقي مناطق اليمن.
والحقيقة أن تفكيراً كهذا، وخطاباً كهذا، إلى جانب بطلانهما، ليسا من الوطنية ولا من السياسة ولا من نبالة الفِكر في شيء.
لا أتهم هنا من استخدموا عبارة "المنطقة الزيدية" في مرحلة معينة من حياتهم بحسن نية أو على سبيل التقليد والاتباع، ثم تداركوا الخطأ وانصرفوا عنه، وإنما أتحدث عمن استخدموها في الماضي -ولا يزالون إلى اليوم يستخدمونها- عن سابق وعي وإصرار.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك