د. صادق القاضي
عن الصف الجمهوري.. وضرورة احتواء الإخوان.!
أثق بنبل وحسن نوايا من يثق بـ"حزب التجمع اليمني للإصلاح"، ويرى أن احتواء هذه الجماعة الدينية السياسية المسلحة.. ضرورة شرطية لتوحيد الصف الوطني، واستعادة الدولة والنظام الجمهوري.
لكن هذه الجماعة لا تثق بهم، ولا بأحد غيرهم.. مبدئيا هي ليست من عناصر الصف الوطني الجمهوري في اليمن. بل فرع لتنظيم سياسي عقائدي دولي "الإخوان المسلمين"، ولها ولاءات وأولويات خارجية، أهم من ولاءاتها وأولوياتها في اليمن.
لا ننتظر -لتأكيد هذه الحقيقة- أن يخرج "محمد اليدومي" ليصرح من أجل تركيا أو قطر: "طز باليمن، وأبو اليمن، واللي في اليمن.."، كما فعل المرشد العام للجماعة في مصر "محمد مهدي عاكف", في تصريحه الشهير بنفس العبارة مضيفا: و"الجماعة فوق الجميع".!
أكدت الجماعة في اليمن مرارا على هذه النقطة، وبشكل عملي، أقربها وأكثرها نكاية موقفها من الأزمة "السعودية الإماراتية" مع قطر، وبما انعكس سلبا وبشكل كارثي ومباشر على القضية اليمنية ومصلحة المقاومة والشرعية واليمن والجمهورية.
من اللحظة الأولى ضحت الجماعة بكل هذه المصالح الوطنية. كانت حينها بدعم من التحالف في نهم على مشارف صنعاء. لكن. فجأةً. وبتوجيه من قطر انقلبت ضد التحالف، وأطلقت عليه صفة "الاحتلال". وسلمت الجبهات في الجوف ونهم للحوثي، واتجهت لتحرير عدن.!
كانت هذه أكبر ضربة تلقتها المقاومة ووحدة الصف والسلاح الوطني. منذ بداية الحرب، وبما يفترض أن إعادة لحمة هذا الصف تقتضي إذنَا من قطر أو تركيا.. أكرر: نحن هنا أمام فرع لتنظيم دولي، لا عنصر وطني يمني خالص.
ثمّ إن الصف الوطني الجمهوري في اليمن. بكافة قواه المناهضة للحوثي: اليسارية والقومية والليبرالية والإسلامية.. موحّد تقريبا.. على الأقل فيما يتعلق بالخطوط العامة ذات الصلة بالشرعية والمقاومة.. باستثناء هذه الجماعة.
طوال سنوات المقاومة، لم يكن هناك مكون دخل في نزاعات. من كل نوع. مع المكونات الوطنية الجمهورية، ورفع السلاح في وجه شركاء القضية والمقاومة.. غيرها. وما تزال. كما كانت دائما. "جماعة ضد الجميع".
صحيح. هناك حاجة ماسة لها في الظروف اليمنية العصيبة الراهنة، لكن. من المهم على دعاة التقارب والاحتواء. الأخذ بالاعتبار. تاريخها السلبي الطويل مع النظام السابق والمعارضة والثورة والمقاومة.. كعنصر تشظٍ، وعبء على الشريك، وخطر على المستقبل العام.
وبالتالي.. لا مانع من التحالف معها على أساس متين من الحذر، ومعرفة وثقة عميقة بأن الصف الوطني يمكن أن يتوحد ويمضي قدما. بها أو بدونها، وفي ظل طموح واقعي يتضمن في حده الأعلى تحييدها، وكف شرها عن القضية والمقاومة والصف الجمهوري.