محمد العلائي

محمد العلائي

تابعنى على

العقيدة الزيدية ومواربة "الإمامة"

Sunday 13 August 2023 الساعة 05:06 pm

قبل 1962م، كان الحَرَج الذي يمنع بيت حميد الدين من التصريح بأنهم "ملوك" مصدره الفكر التقليدي الإمامي الزيدي.

في حين أن الحَرَج الذي يمنع الجماعة [ذولا] اليوم من التصريح بأنهم "إمامة" مصدره الفكر الوطني الجمهوري!

وهكذا.. 

كانت "الملوكية" الطفيفة لأولئك القوم مستورة أو مواربة، تماماً مثلما هي "إمامة" هؤلاء القوم مستورة أو مواربة!

المهم.. 

حالة فصام قديمة مستعصية.

*   *     *

يفهم الناس من كلمات مثل "ظالم" و"جائر" ما لا يفهمه الزيدي المنظَّم، بل والشيعي على وجه العموم. 

في الأدب السياسي الشيعي الزيدي، رأسُ الظلم "اغتصاب" حق "آل البيت" في الولاية والحكم. 

ونداء "الخروج على أئمة الظلم والجور"، هو بالضبط وعلى الدوام نداء إلى "الدخول في أمر أئمة الهداية والحق".

وهؤلاء في العقيدة الزيدية هم قطعاً الأئمة والدعاة المنتسبون إلى الحسن والحسين.

أما ظاهرة خروج الأئمة والدعاة العلَويِّين الزيديين بعضهم على بعض فمصدرها نوع من الشعور بالتفاضل الداخلي بين رجال يقفون سواسية في الحقوق على أرضية النسب الواحد.

الأمر الذي يسوِّغ لنا افتراض مستويين دلاليين لـ "الظلم" الموجب للخروج وفقاً للنظرية الزيدية:

ظلم أكبر وهو ألا يكون الحُكم لرجل من "آل البيت"، وظلم أصغر وهو ما قد يدعيه رجل من آل البيت على رجل آخر من آل البيت.

ليس في التاريخ السياسي الزيدي ما يُسِقط هذا الافتراض.

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك